الأطفال ومواقع التواصل
الأطفال ومواقع التواصلمتداولة (تعبيرية)

مخاوف متصاعدة من الآثار السلبية لمواقع التواصل على صحة الأطفال النفسية

اكتسبت المخاوف بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للأطفال، ولا سيما الفتيات، اهتمامًا من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري.

ويسلط عالم النفس جوناثان هايدت الضوء على هذه القضية في كتابه "الجيل القلق"، مؤكداً على أن التحول من العالم المادي إلى العالم الافتراضي كارثي. وبينما يجادل البعض بأن القلق هو ذعر أخلاقي، فإن الأدلة تدعم الآثار الضارة لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب. ويكمن التحدي في إيجاد حلول للتخفيف من هذه الآثار.

وبحسب "نيويورك تايمز"، على الرغم من الجهود المبذولة لتنظيم السلامة على الإنترنت، لم يتم إحراز تقدم يذكر على المستوى الفيدرالي. وقد حاولت حكومات الولايات سن قوانينها الخاصة، ولكن تم الطعن في العديد منها على أساس التعديل الأول. وتعمل نيويورك على وضع تشريع لاستهداف تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي الافتراسية دون انتهاك حرية التعبير، لكن نجاحها لا يزال غير مؤكد.

ومع ذلك، هناك خطوات عملية يمكن للمجتمعات المحلية اتخاذها لتقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت دون انتهاك الحقوق الدستورية، حيث إن إنشاء مدارس خالية من الهواتف المحمولة وإنشاء مساحات للتفاعل الشخصي، مثل الحدائق أو أروقة الفيديو، هي استراتيجيات فعالة.

من جهته، يجادل هايدت بأنه في حين أن الإنترنت لا يحمي الأطفال بشكل كافٍ، فإن العالم الحقيقي يحميهم بشكل مفرط، مما يحد من حريتهم واستقلاليتهم؛ لذا يجب على الآباء تحقيق التوازن بين السلامة الجسدية والنفسية. كما أن تشجيع الأنشطة الخارجية والتواصل الاجتماعي يمكن أن يكون أكثر فائدة من الإفراط في قضاء الوقت أمام الشاشات.

يمكن أن يساعد إنشاء بيئات صديقة للأطفال، على غرار حديقة في باريس حيث يتم استبعاد البالغين، في الحد من تواجد الأطفال على الإنترنت. ومن شأن مثل هذه المساحات أن تمكن الأطفال من الانخراط في التواصل الاجتماعي خارج الشاشة؛ ما يعزز العلاقات الصحية ويقلل من الاعتماد على المنصات الافتراضية. ويدعو كتاب آخر من تأليف تيموثي ب. كارني بعنوان "العائلة غير الصديقة" إلى مجتمعات تعطي الأولوية للمشي على الأقدام وركوب الدراجات الهوائية للأطفال؛ ما يتيح لهم المزيد من الاستقلالية.

ويستشهد كارني بدراسة تشير إلى أن الفرص المحدودة للأنشطة المستقلة تساهم في ارتفاع الاضطرابات النفسية بين الشباب.

ولمعالجة مشكلة مشاركة الأطفال المفرطة عبر الإنترنت، من الضروري توفير مساحات وأنشطة بديلة لهم للمشاركة فيها. من خلال خلق بيئات تعزز التفاعل الجسدي والحرية، حيث يمكن للأطفال الحصول على تجارب مُرضية خارج الإنترنت. وفي نهاية المطاف، يتضمن النهج المتوازن لرفاهية الأطفال تنظيم منصات التواصل الاجتماعي ورعاية الروابط في العالم الحقيقي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com