الروائية السورية ريما بالي
الروائية السورية ريما باليإرم نيوز

ريما بالي: حلب سرقت الأضواء من شخصيات روايتي

وصلت رواية " خاتم سليمي" للكاتبة السورية المقيمة في إسبانيا ريما بالي، إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" في مفاجأة كبيرة، كون الكاتبة معروفة بزهدها في الأضواء، وعدم انشغالها بمسألة الجوائز، وابتعادها عن صخب الأوساط الثقافية.

" إرم نيوز" حاور ريما بالي بهذه المناسبة.

هل تفاجأت بوصول روايتك " خاتم سليمي" إلى القائمة القصيرة للبوكر؟

في الحقيقة جاءت المفاجأة عند إعلان القائمة الطويلة وتواجد روايتي فيها، وتجددت عند الإعلان عن القصيرة، ليس شكًا في جودة روايتي، وليس لأنني لم أكن أتمنى أو أحلم بذلك، وإنما ـ ولا أدري لماذاـ كان موضوع الجوائز بعيدًا عن ذهني.

لماذا تحضر مدينة حلب بهذه القوة والسحر والرهافة في العمل؟

العمل يناقش أساسا مفهوم الحقيقة بشكله المطلق، وتفرعاتها ونقصانها واكتمالها، ابتداءً من حقيقة الحب والتعلّق. حضرت حلب في المحور الذي يبحث في حقيقة تشبث المرء بأرضه وتقاليده وطقوسه.

هل يمكن اعتبار حلب البطل الحقيقي للرواية؟

هى كذلك بالفعل، فما إن ظهرت في أحداث العمل بكل بهائها وفتنة تاريخها وثقافتها وحضورها الطاغي، حتى هيمنت وسرقت الأضواء من بقية الشخصيات واستحقت لقب البطولة.

هل تعد الرواية توثيقا لذكرياتك في المدينة بعد نحو 10 سنوات من إقامتك في إسبانيا؟

لا أحبذ أن تلقّب "خاتم سليمى" بالعمل التوثيقي أو الوثائقي، إنما هي "رواية" قلبًا وقالبًا، وإن غصّت بالأحداث الحقيقية وذُكرت فيها أسماء شخصيات وأماكن حقيقية، كل ذلك كان لخدمة السردية الروائية التي تقدم "سليمى" كامرأة حلبية سورية، وما عاشته من أحداث لم يكن ذكرياتي الشخصية، بل هي تفاصيل خاصة بها كشخصية ذات كيان مستقل.

لماذا جاءت بعض نماذج الشخصيات النسائية في الرواية صادما من ناحية تخليهن عن الأبناء لصالح العشق أو لقناعة ما؟

لم تظهر هذه "الثيًمة" في الرواية بشكل سافر ومتعمد إلا مرة واحدة عبر شخصية والدة "شمس الدين" التي صعقها الحب فجأة ففرت من بيتها لاحقة به، تاركة زوجها وابنها. و ظهرت بشكل غير مباشر في رسم شخصية "لولا" التي نمت ضمن عائلة تبنتها؛ لأنها كانت ثمرة حمل غير شرعي لمراهقة غير مؤهلة لوظيفة الأمومة. ماعدا ذلك، كل الأمهات اللاتي وردن في العمل كن طبيعيات.

لماذا اخترت مفردة بالإسبانية هى " ميلاجرو" التي تعني " معجزة" لتكون عنوان روايتك الأولى؟

لأن فكرة الرواية الأساسية تدور حول "طاحونة الحرب ومعجزة الحياة" ،الحياة التي تتشكل عبرالموت وهذا في حد ذاته معجزة.

هل تشعرين أنك تسرعت في نشر تلك الرواية التي جاءت، بحسب بعضهم،غير مستوفية لشروط النضج الفني؟

لا أندم للحظة على نشرها في ذلك التوقيت، 2016، بل ممتنة للخبرة التي اكتسبتها ودفعتني للتطور في الروايات اللاحقة. وعلى فكرة، أنا من قام بانتقاد "ميلاجرو" قبل أي أحد آخر، هي رواية جيدة بالمجمل لكنني الآن أرى أنها كانت بحاجة إلى بعض التقليم والتشذيب والكثير من الصبر.

أخيرا، ما السر وراء تأخرك في اقتحام عالم الإبداع؟

لم أكن بعيدة عن ذلك العالم، فقد بدأت بالكتابة منذ أن تعلمت إمساك القلم، لكني تأخرت في النشر بسبب انخراطي في أعمال أخرى، ورغبتي في استكمال أدواتي الفنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com