المخرج جبار المشهداني: المحاصصة السياسية تسببت في تدهور الدراما العراقية

المخرج جبار المشهداني: المحاصصة السياسية تسببت في تدهور الدراما العراقية

يؤكد الفنان والمخرج العراقي جبار المشهداني في حوار مع "إرم نيوز" أن أولى مهام الفن تتمثل في محاربة التطرف والعنصرية ونشر الفرح في زمن استشرت فيه الحروب والصراعات، معتبراً أن المحاصصة السياسية في العراق تسببت في تدهور وقلة الإنتاج الدرامي، على حد تعبيره.

وفيما يقر المشهداني بتداعيات وخيمة لوسائل التواصل الاجتماعي التي روجت لثقافة التفاهة والإثارة على الفن عموما، فإنه يعتقد أن الفرصة ما زالت سانحة لإعادة استقطاب الجمهور ببناء استراتيجية ثقافية جديدة تعيد للفن دوره الحقيقي في إنارة وإلهام الشعوب.

ما آخر أعمالك المسرحية؟ وكيف بوسع المسرح اليوم التغلب على ثقافة التفاهة والإثارة التي تروج لها وسائل التواصل الاجتماعي؟

آخر أعمالي المسرحية هو محاولة في فن المونودراما مع الصديق الفنان مازن محمد مصطفى وكذلك إخراج النص المسرحي المعد عن ديواني الشعري “النشيج الوطني“، الذي أعده الصديق المسرحي مروان ياسين إضافة إلى انشغالي بإقامة عدد من الورش التدريبية المسرحية.

وفي ما يخص الشق الثاني من السؤال أعتقد أنه على رغم الخدمات الكبيرة التي قدمتها وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها حملت معها الكثير من الأمراض المجتمعية القاتلة، ومنها على سبيل المثال انحطاط المستوى الثقافي واللغوي والعلمي الإنساني، وتقلص عدد القراء اعتمادا على مخرجات موقع جوجل، وفقدان الكتاب الورقي مكانته وقلة عدد زوار المكتبات ومقتني الكتب ومشتريها.

هذا الأمر ألقى بظلاله على المسرح نتاجا وفكرا، لذا صار لزاما على المسرحيين إعادة تشكيل جيش فكري جمالي ثقافي يحمي الإنسانية ويقف بوجه المنتج المنحط والمتدني والتافه الذي صار سمة للعصر الحالي.. إعادة استقطاب جمهور المسرح تدريجيا من خلال استراتيجية بعيدة المدى.

ولا بد من الابتعاد عن التهويم والاستغراق في التجريب اللامجدي، الذي كان سببا في نفور المشاهد الباحث عن المتعة الراقية الممتزجة بفن ملتزم يعبر عن قضايا الناس وهمومهم.

كيف تقيّم المسرح العراقي اليوم، هل يعيش انتكاسة حقيقية؟

في تقديري أنه يعيش نفس أزمة المسرح العربي عموما وفي مقدمتها أزمة النص وأزمة القوالب التمثيلية الجاهزة وأزمة المتلقي الذي أسرته وسائل التواصل الاجتماعي.

أي الفنون أقرب إليك.. الدراما التلفزيونية أم المسرح أم الشعر أم الفن التشكيلي؟

أقرب الفنون إلى نفسي الشعر والموسيقى والفن التشكيلي والسينما لقدرتها العالية على التعبير بشكل أعلى من المسرح. وسط الضجيج علينا أن نصمت طويلا. هذا زمن التفاهة والكماليات وزمن صناع محتوى التدني والتهتك.

لماذا أنت مقل في المشاركة الفنية والإنتاج؟ هل هناك أزمة نص في الساحة الفنية العراقية؟

الفرص الدرامية قليلة أساسا ولن أقبل إلا بأدوار أشعر باختلافها وتميزها. وهناك مشروع درامي ضخم ربما أتولى إخراجه إذا تم الاتفاق على ميزانيته العالية نسبيا مع الجهة المنتجة.

هل الفن العراقي اليوم قادر على مواجهة الحروب والتطرف والطائفية؟

أولى مهام الفن هي محاربة التطرف والعنصرية وإشاعة الفرح والجمال، لكن ذلك يستوجب رصد إمكانيات مالية وكوادر متخصصة وزمنا طويلا كي نعيد تأسيس رأي عام ما زال يتأثر بالتيارات ذات الخطاب المتطرف.

بعيدا عن المسرح ما سبب قلة إنتاج الدراما العراقية، ولماذا لم تتجاوز محيطها الضيق؟

قلة الإنتاج الدرامي العراقي تعود إلى سببين أساسيين، الأول عدم إسناد إدارة الملف الإنتاجي الدرامي إلى أصحاب الاختصاص بسبب المحاصصة السياسية التي تحكم العراق منذ عشرين عاما، والسبب الثاني تقني حيث قطعت "صناعة الدراما" شوطا طويلا من التقدم والتنوع ونحتاج إلى مواكبتها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com