الخبز المهدور في الجزائر
الخبز المهدور في الجزائرإرم نيوز

35 مليون دولار تكلفة الهدر في رمضان.. حملات جزائرية ضد "جُموح الشراء"

رغم موجة الغلاء في أسعار المواد الاستهلاكية في الجزائر، إلا أن تبذيرها يسجل مستويات قياسية خلال الشهر الفضيل مع إهدار نحو 100 مليون خبزة في رمضان لوحده بقيمة تناهز 35 مليون دولار، ما دفع السلطات إلى إطلاق حملات مضادة لدفع المستهلك إلى التراجع عن "جموح الشراء".

"كل قطعة خبز تحمل قصة وجهدًا، لا تبذّر"، بهذه العبارات تخاطب وزارة التجارة الجزائرية، المواطنين عبر رسائل نصية قصيرة أو ومضات إشهارية في وسال الإعلام المحلية لتذكيرهم بالابتعاد عن سلوكات اقتناء مواد غذائية زائدة على حاجتهم خلال شهر رمضان، فيما أطلقت عشية الأول منه حملة وطنية للحد من التبذير على خلفية الأرقام الرسمية المفزعة التي تبيّن حجم إهدار الطعام.

وكشف وزير التجارة الجزائري، الطيب زيتوني، في تصريحات له، أن "التبذير في الشهر الفضيل يتزايد ليبلغ في رغيف الخبز على سبيل المثال، أكثر من 100 مليون خبزة (بقيمة 35 مليون دولار)"، مذكرًا أن "التبذير في مادة الخبز يكلف ما قيمته 320 مليون دولار سنويًا (حوالي 900 مليون خبزة)".

وتم إطلاق الحملة هذه المرة بمشاركة المجتمع المدني والقطاعات الوزارية الأخرى، وجميع الفاعلين لمحاربة ظاهرة التبذير التي تعود بالسلب على مختلف الأصعدة.

ويُقدّر حجم التبذير الكلي للفرد الجزائري من الطعام ما يعادل 91 كيلوغرامًا سنويًا، فيما يقارب حجم التبذير الكلي من الطعام في البلاد نحو 4 ملايين طن سنويا، وفق آخر التقارير الصادرة عن مؤشر الأغذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

جزائري يرمي خبزًا
جزائري يرمي خبزًاإرم نيوز

وسجلت شركة "نات كوم" المكلفة بتدبير النفايات المنزلية في الجزائر العاصمة، خلال شهر رمضان الماضي، جمع 10 أطنان من الخبز خلال الأيام العشرين الأولى من الشهر.

أما دراسة سابقة للوكالة الوطنية للنفايات، فقد أفادت بأن الخبز يشكل 18 % من مجموع ما يبذره الجزائريون خلال السنة، وهو ما يمثل قرابة 10 % من مجموع الخبز الذي يتم شراؤه.

ويُرجع متابعون أسباب إهدار الطعام، على رأسه رغيف الخبز، إلى الدعم الحكومي لأسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك بما يقارب 17 مليار دولار سنويًا ضمن سياسة اجتماعية تشدد على الالتزام بها في قوانين المالية، وفي وقت لا يتجاوز سعر الرغيف الواحد في الجزائر 10 دنانير أي أقل من 8 سنتات أمريكية بوزن 250 غرامًا، يقدّر سعر سميد القمح الصلب بمختلف أنواعه 4000 دينار للقنطار بما يناهز 29 دولارًا.

وتكثف جمعيات حماية المستهلك في الجزائر حملاتها التوعوية خلال الشهر الفضيل، قصد ترسيخ ثقافة الاستهلاك السليمة لدى الأسر، وحماية القدرة الشرائية للمواطن، وترشيد المستهلك وتوعيته بأهمية الاستهلاك العقلاني.

كما لم تغب دعوات التجند من أجل تفعيل حملات توعوية ضد التبذير والإسراف في الأكل والشرب خلال شهر رمضان الفضيل من منصات التواصل الاجتماعي. وأعلنت اللجنة المحلية للهلال الأحمر الجزائري لبلدية مقرة بالمسيلة شرق الجزائر تحت عنوان "كلنا ضد التبذير الغذائي في شهر البركة والتوبة والغفران"، عن إطلاق حملة توعية حول التبذير الغذائي في رمضان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com