ندرة المياه
ندرة المياهمتداولة (تعبيرية)

تكنولوجيا الخيال العلمي تقدم حلًّا محتملًا لأزمة المياه العالمية

مع التهديد الذي يلوح في الأفق حول العالم، والمتمثل في ندرة المياه، تظهر تقنيات مبتكرة مستوحاة من الخيال العلمي كحل محتمل. ومع افتقار أكثر من ملياري شخص في جميع أنحاء العالم إلى القدرة على الوصول إلى مياه الشرب المأمونة والنظيفة، وفقا للأمم المتحدة، فإن الحاجة إلى حلول تحويلية لم تكن ملحة اكثر من أي وقت مضى.

فمن المناطق الصحراوية في القارة الافريقية، إلى المراكز الحضرية المبتلاة بالأنابيب الملوثة بالرصاص، حفزت الحاجة إلى مصادر مياه مستدامة ويمكن الوصول إليها بالبحث والتطوير الرائدين في مجال توليد المياه وتنقيتها.

ووفق موقع "ويبماد"، من بين هذه الابتكارات جهاز ثوري طوره باحثون في جامعة كاليفورنيا، وهو صندوق صغير الحجم يعمل بالطاقة الشمسية، ويقوم باستغلال الرطوبة من الهواء باستخدام أطر معدنية عضوية (MOFs) - وهي هياكل ذات مساحات شاسعة قادرة على استخراج جزيئات الماء حتى في الظروف القاحلة. وباستخدام 200 جرام فقط من الأطر العضوية المعدنية، يمكن لهذه التكنولوجيا إنتاج أكثر من جالون من المياه الصالحة للشرب يوميًا، مما يوفر شريان حياة للمجتمعات التي تواجه ندرة شديدة في المياه.

وفي الوقت نفسه، أطلق العلماء في جامعة نورث وسترن إمكانات الكائنات المجهرية للكشف عن السموم المنقولة بالمياه والتي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية. ومن خلال التلاعب الجيني، تستطيع كاشفات "الدماغ الحيوي" التعرف على الملوثات، مثل: الزرنيخ، والإشريكية القولونية، ما يوفر تقييمًا سريعًا ودقيقًا لسلامة المياه. وبهذا، يوفر كمبيوتر الحمض النووي المحمول الناتج حلاً قابلاً للتطوير لمراقبة جودة المياه في البيئات المحدودة الموارد.

بالتوازي مع ذلك، قام الباحثون في معهد تافتس للبيئة بتطوير موزع كلور مقاوم للخطأ، لمعالجة التحدي المتمثل في معالجة مصادر المياه المجتمعية بشكل فعال. ومن خلال الاستفادة من تأثير فنتوري، وهو ظاهرة في الهيدروليكا تسمح بامتصاص السوائل من مكان إلى آخر عبر تغيير في الضغط والسرعة في أنبوب ضيق، يقوم هذا الجهاز تلقائيًّا بحقن الكلور السائل في مجرى الماء؛ ما يضمن التعقيم المستمر دون الحاجة إلى الكهرباء. وقد أثبتت التجارب الميدانية في المجتمعات المحلية في جميع أنحاء بنجلاديش وكينيا فاعلية هذا الموزع في تعزيز سلامة المياه وإمكانية الوصول إليها.

كما قام العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بإعادة استخدام تكنولوجيا تحلية المياه لمعالجة التلوث بالمعادن الثقيلة، المستوحاة من أزمة المياه التي تحتوي على الرصاص في فلينت بولاية ميشيغان. وتستخدم طريقة التحليل الكهربائي بالصدمة مواد مسامية مشحونة كهربائيًا لإزالة أيونات الرصاص من الماء بشكل انتقائي؛ ما يوفر حلاً لمشكلة تنقية المياه. ومع معدل إزالة يصل إلى 95 في المائة، تبشر هذه التكنولوجيا بتخفيف آثار التلوث بالرصاص على الصحة العامة.

وبينما يتصارع العالم مع التفاعل المعقد بين تغير المناخ والنمو السكاني واستنزاف الموارد، توفر التقنيات المستوحاة من الخيال العلمي بصيص أمل في مكافحة أزمة المياه العالمية. ومع استمرار البحث والاستثمار والتعاون، تمتلك هذه الابتكارات القدرة على تغيير مستقبل استدامة المياه وضمان الوصول إلى هذا المورد الأساسي للأجيال القادمة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com