"اضطراب فرط النشاط" من وجهة نظر الطب والمدرسة

"اضطراب فرط النشاط" من وجهة نظر الطب والمدرسة

شهدت الحكومة البريطانية في الفترة الأخيرة، بحسب تقرير نشره موقع "ذا تايمز" الإخباري الإلكتروني، زيادة كبيرة في مدفوعات العجز الحكومية؛ بسبب إصابة طفل واحد من كل تسعة أطفال باضطراب فرط الحركة.

وفي العام الماضي، تلقى ما يقرب من 000 140 طفل مدفوعات عن علاج اضطراب فرط النشاط. ولا تستطيع دائرة الصحة الوطنية أن تلبي الطلب على التشخيص بالإصابات الناجمة عن اضطراب فرط النشاط، حيث تتراوح فترات الانتظار بين ستة أسابيع وسنتين. علما أن التشخيص الخاص يمكن أن يكلف ما يصل إلى 3,000 جنيه إسترليني؛ ما يعني أنها مكلفة للغاية.

ويُعرف اضطراب فرط النشاط على أنه حالة نمو عصبي تؤثر على القشرة الجبهية للدماغ، التي تتحكم بالأفكار والأفعال والعواطف. فهو ليس مرضا، بل هو حالة نمو عصبي تسبب مشاكل في السلوك وانخفاض المزاج، ومشاكل في النوم، وانخفاض في التحكم في الاندفاع، إضافة إلى مشاكل في التعلُّم.

وتوضح الدكتورة لوسي براون - رايت، وهي أخصائية في الطب النفسي السريري، أن القشرة الجبهية للدماغ تكون متخلفة في سن الطفولة؛ ما يؤدي إلى الاندفاع والسلوك المدمر. ويتفاقم التباين بين التوقعات وما يمكن تحقيقه في حالة الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط؛ ما يزيد من القلق المتولد لدى الوالدين والمدرسة.

ويعتقد البروفسور ستيفن سكوت، وهو استشاري في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أن هناك زيادة في القلق، ولكن عدد الأطفال في المملكة المتحدة المصابين بالإضطراب لا يزال عند حوالي 5٪. ويمكن تشخيص الإصابة باضطراب فرط النشاط من قبل طبيب نفسي أو طبيب نفسي سريري، ولكن الطبيب النفسي وحده هو الذي يستطيع وصف الأدوية.

والتشخيص السريري المهني مصمم بحيث يكون شاملا لتجنب أي أخطاء، وينبغي للوالدين أن يتعرفا على معايير الممارسة الجيدة في عملية التشخيص. وقد تكون التشخيصات الخاصة أيضاً إشكالية، حيث كشف تحقيق بانوراما عن أن بعض الأطباء النفسيين يخطئون في تشخيص الإصابة باضطراب فرط النشاط.

ويعتبر أكثر الأدوية شيوعاً للإضطراب هو ميثيل الفينيدات، المعروف أيضاً باسم الريتالين، الذي تمت الموافقة على استخدامه في أمريكا في عام 1955. الريتالين فعّال إلا أن الآثار الجانبية قصيرة المدى يمكن أن تشمل فقدان الشهية، والأرق، والضوء الرأسي.

ويشدد الخبراء على أن الريتالين لم يثبت، عند استخدامه استخداماً سليماً، أن له أثراً طويل الأجل. وبعض الأطفال لا يتناولون الريتالين إلا خلال الفترة المحددة فقط لتلبية الطلبات المدرسية ويتوقفون عنه أثناء العطلات.

وينبغي للآباء أن يتوخوا الحذر عند عرض أدوية الإدمان على الأطفال بسرعة كبيرة جدًّا، حيث لا يتعين عليهم أن يساووا في الأدوية؛ لأن الدماغ لم يتطور بشكل كاف ليتكيف مع تطورات الإضطراب. وإذا كان الطفل يعاني من أعراض فرط النشاط ولا يتأقلم مع ذلك في المدرسة، فإن مسار التشخيص الرسمي بالإضافة إلى الدواء ليس هو الحل الوحيد.

ويمكن لمستشار في طب الأطفال النفسي أن يساعد في إدارة الوضع، وأن يسدي المشورة بشأن كيفية التعامل مع الحالة، إذ إن الطفل بعمر صغير لديه قدر أكبر من اللدائن العصبية في الدماغ، الأمر الذي يتطلب مزيدًا من الصبر والتشجيع والتغذية المتزنة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com