لماذا تجاهل فنانون سوريون حرب غزة؟
رغم مرور شهر كامل على حرب إسرائيل على غزة، يلتزم العديد من نجوم الصف الأول في سوريا، الصمت.
وعلى خلاف فنانين عرب دأبوا منذ بدء الحرب عن نشر المنشورات الداعمة لغزة عبر حساباتهم، وعلى رأسهم الفنانون المصريون، غاب فنانون سوريون بارزون عن المشاركة في أي منشور داعم.
هذا الغياب، فتح باب الانتقادات على هؤلاء، فبينما عبر متابعون عن "خيبة أملهم" بنجومهم المفضلين، عبر آخرون عن صدمتهم من تجاهل فنانين سوريين لما يحدث في غزة، خاصة بالنظر لأعمال فنية قدموها دعموا من خلالها القضية الفلسطينية.
وكان على رأس الغائبين من النجوم السوريين قصي خولي وباسم ياخور وسامر إسماعيل ومعتصم النهار وقيس الشيخ نجيب وسلافة معمار والفنان ذو الأصول الفلسطينية عبدالمنعم عمايري ويزن السيد وجورج وسوف وغيرهم، بينما اكتفى الفنان تيم حسن بتغيير واجهة حسابه في "إنستغرام" لعلم فلسطين واكتفى مواطنه محمود نصر بمنشورات عبر خاصية "ستوري" في حسابه في "إنستغرام"، فيما اكتفت المطربة أصالة بمنشورات خجولة متفرقة.
لكن لماذا تجاهل الفنانون السوريون حرب غزة؟
على خلاف الجيل الشاب من الفنانين السوريين، أبدى فنانون بارزون من الجيل الذهبي مثل عباس النوري وأيمن زيدان وياسر العظمة وعابد فهد وسوزان نجم الدين، دعمهم القوي، للقضية الفلسطينية.
وقد تلعب عوامل مثل اختلاف الأجيال في "اختلاف المواقف" بين جيل سابق وجيل شاب من فناني سوريا، إذ ترعرعت الأجيال السابقة على قيمة القضية الفلسطينية كقضية وجود للإنسان السوري والفلسطيني، لكن ذلك اختلف وتحديدا مع احتدام الأزمة السورية، التي وجهت أنظار السوريين داخل حدودهم، بعيدا عن أي اهتمام آخر.
ولعل وجود جيل شاب كامل من الفنانين السوريين في خضم الأزمة السورية، حوّل الاهتمام هذا إلى الداخل على حساب الخارج.
لكن لعبة المتابعين قد تكون سببا آخر، فقد تعرض فنانون مثل عابد فهد وأصالة لانتقادات لدعمهم غزة، إذ برر هؤلاء أن الواجب على الفنانين السوريين الاهتمام أولا بقضية بلدهم، بدلا من توجيه أنظارهم إلى غزة.
وبينما ارتأى فنانون التزام الصمت، حتى تضع الحرب أوزارها، تجنبا من وضع أنفسهم كرهان بين أيدي متابعين. ظل آخرون يروجون صراحة لأعمالهم الفنية، دون الالتفات إلى الانتقادات، ربما لحسابات أخرى لديهم، في وقت أصبحت فيه مواقف الفنانين على مواقع التواصل "أسهما" قد تصعد أو تهبط بمسيرتهم الفنية، تبعا لمزاج الجمهور.
