بوستر للفنانات المشاركات في مسلسل "الصديقات"
بوستر للفنانات المشاركات في مسلسل "الصديقات"متداولة

محمد زهير رجب لـ"إرم نيوز": "الصديقات" لإزالة الظلم الاجتماعي عن الراقصات

يسعى المخرج السوري محمد زهير رجب في مسلسل "الصديقات.. القطط" إلى إزالة الظلم الاجتماعي الذي لحق بشريحة اجتماعية لطالما تناولتها الدراما العربية بشكل سطحي، وبأسلوب تجاري ورخيص في بعض الأحيان، من خلال الغوص في حياة 5 راقصات ضمن فرقة استعراضية، والكشف عن إنسانيتهن، وأخلاقهن، وقيمهن، وشهامتهن.

وفي تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أوضح "رجب" أنه بعد التركيز على تلك الفتيات كبنات ليلٍ، فإنه في عمله يحاول من خلال قصة جديد التطرق إلى أن الظروف القاهرة هي من دفعتهن لهذه المهنة، مبينًا مشاكلهن، وتفاصيل حياتهن، قائلاً: "نكتشف أن هؤلاء الناس بشر حقيقيون، عندهم أخلاق وهموم ومبادئ، لكن - للأسف - هناك الكثير من الناس في مجتمعاتنا يدّعون الأخلاق وهم لا يملكون منها شيئًا، على عكس هذه الشريحة التي أرى أن هناك جزءًا منها لديه مظلومية، وعنده من الكرامة والشهامة والأخلاق أكثر من كثيرين يدّعون هذه الصفات وتلك القيم".

ويكشف المخرج السوري بعض مآلات تلك الشخصيات النسائية، ومنها شخصية نوجا (صفاء سلطان) التي يقول عنها إنها "معذورة بإذلالها لزوجها (تيسير إدريس)، لأنه نذل، وفي مرحلة ما تاجر بها، لذلك تنتقم منه وتعمل على إذلاله، ولا تتقبله كزوج، وفي حلقة قادمة ستقول إنها بحاجة لحب حقيقي، ورجل حقيقي، بمعنى أنها تهينه لأنه أهانها".

أما شخصية هنادي التي تجسدها "إمارات رزق" فتكشف الحلقات المقبلة، كما أوضح المخرج رجب، بأنها بنت ضيعة هاربة من أخيها الظالم، أستاذ المدرسة ذي العقلية المتحجرة، الذي يضربها ويهينها ويذلها باستمرار، لاسيما بعد أن أحبَّت أحد شبان القرية حبًا عذريًا ونقيًا، فهربت منه، واجتمعت مع بنات الفرقة الاستعراضية، وبعد اعتزالها باتت تبحث عن الاستقرار والأمان، وتكوين أسرة، لكنها - للأسف- لا توفَّق في ذلك.

وعن ماضي شخصية "سلمى" (ديمة الجندي)، يقول رجب: تربت في دار أيتام، ومقابل اللقمة كانت تتعرض للإذلال، وتنام في الشارع، وطيلة حياتها تحلم أن تكون إنسانة مستقلة بحياتها وبشكل تحافظ فيه على كرامتها، لذلك تابت ولجأت إلى رجل كبير في السن، وتزوجته بحثًا عن الأمان لأنها عانت في طفولتها من التشرد والذل والهوان والتحرش.

وعلى صعيد موازٍ، فإن "ليالي" التي تجسدها نظلي رواس لها مسار مختلف بحسب مخرج الصديقات، إذ إنها تنتمي إلى أسرة غنية لكنها متشددة، ورأت أن حرية حياتها في إدارة ملهى ليلي خاص بها، ويكشف رجب: "لكنها ستدفع الثمن فيما بعد لأنها اختارت الطريق الخطأ، وسيصيب الملهى دمار، وستتزوج مرتين من شخصين سيّئين، وستخسر كل شيء، بمعنى أنها في مواجهة القيود العائلية رأت ذاتها هناك حرَّة.

أما آخر الراقصات "عبير" التي تؤديها سوزان نجم الدين، فأوضح المخرج السوري أنها بعد أن ابتعدت عن جو الرقص، لجأت إلى العمل من تحت الطاولة، من خلال السمسرة بين التجار والفاسدين، مع أنها تحاول دائمًا الحفاظ على أخلاقها وقيمها، لكن حتى تبقى حياتها بالمستوى القديم تلجأ إلى ذلك العمل، وفي النهاية ستنال جزاءها وتتوب وتعود إلى جادة الصواب وتستقيم، وترضخ للأمر الواقع، وتتحول إلى إنسانة مسالمة، وإيجابية اجتماعيًا.

وعن مصير شخصية "كامل" التي يجسدها الفنان فايز قزق، يقول رجب: بعد عمله في النادي الليلي وعلاقة الحب التي تجمعه بعبير وزواجه منها، ثم سرقته لوالدتها صاحبة النادي، وهربه، يعود ليطالب بابنته ويكوّن أسرة، لكن فيما بعد تنتقم عبير وأمها وابنتها منه، ويقمن بإذلاله وإهانته بسبب ظلمه لهن، لكنه يحاول مسايرتهن للحصول على ابنته، لنكتشف في الحلقات المقبلة أنه هارب من البلد الذي سافر إليه، وكان يعمل مع عصابة مافيات وهو مطارد وملاحق، ويحاول أفراد العصابة خطف ابنته، ثم يقومون بخطفه هو، للحصول على وثائق هم بحاجتها، ويختفي ليعود في الحلقات الأخيرة.

يقول رجب: "العمل لا يصوّر مجموعة راقصات في كباريه يُطبّقن الزبائن، لكنه يقدم مجموعة حكايا تلامس بتفاصيلها شريحة كبيرة من مجتمعاتنا، ومنها شخصية "فطوم" (رنا شميس) التي تتحول من سائقة هونداية إلى سائقة عند امرأة غنية، وحين تقع بقصة حب مع شاب غني، أهله يفضلون تزويجه من فتاة غنية، فتُهان وتُذل ولكنها تثأر لكرامتها، وشريحتها الفقيرة، ولمجتمعها الأنظف والأنقى والأطهر، مجتمع الفقراء الذين يعيشون بكرامتهم وعرق جبينهم.

ويعتبر المخرج السوري أن من نقاط قوة العمل هو اهتمامه بالشباب الجدد الذين نالوا فرصة جميلة، مثل سالي أحمد بشخصية الخادمة التي تتعرض للاغتصاب ودورها سيتطور بشكل كبير، وسالم (زامل الزامل)، وجودت بيك (شخصية عزيز)، فاتح سلمان، ورامي أحمر، وروعة السعدي التي خرجت من عباءة أدوارها السابقة بشخصية مختلفة وفيها جرأة.

وعن ذلك يقول رجب: "ركَّزت من خلال هذا العمل على الوجوه الجديدة، سعيًا إلى صناعة نجوم جدد، يضافون إلى المكرّسين الذين تحولوا إلى تابوهات وعلامات مسجلة، كي نؤسس لهم مسيرة، بدلاً من أن نكرر أنفسنا. مؤكدًا: "نحن بحاجة للتغيير، وأتوقع أن مسلسل الصديقات ساهم بشكل فعال بذلك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com