الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبي
الأمراض المرتبطة بالجهاز العصبيمتداولة

اضطرابات الجهاز العصبي.. السبب العالمي الأول للمشكلات الصحية

كشفت دراسة حديثة النقاب عن أنّ الحالات العصبية، التي تمتد من الصداع النصفي إلى السكتات الدماغية، ومرض باركنسون، والخرف، قد صعدت إلى الواجهة باعتبارها السبب الرئيسي لاعتلال الصحة على نطاق عالمي.

وأوضحت الدراسة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، أن هذه الظروف كانت مسؤولة عن 11.1 مليون حالة وفاة في عام 2021 وحده، مما يمثل اتجاها كبيرا ومثيرا للقلق في الصحة العالمية.

كما سلطت الدراسة الضوء على الارتفاع المثير للقلق في انتشار الاضطرابات العصبية على مدى العقود الثلاثة الماضية، اذ تأثر ما يقدر بنحو 3.4 مليار فرد، يشكلون 43٪ من سكان العالم، بمثل هذه الاضطرابات في عام 2021. وتمثل هذه النسبة زيادة كبيرة عن السنوات السابقة، حيث ارتفع العبء الإجمالي للإعاقة والمرض والوفاة المبكرة المنسوبة إلى 37 حالة عصبية بأكثر من 18٪.

ويمكن أن يعزى تصاعد الاضطرابات العصبية إلى عدة عوامل، بما في ذلك التوسع السكاني العالمي، وزيادة متوسط العمر المتوقع، وزيادة التعرض لعوامل الخطر البيئية والتمثيل الغذائي ونمط الحياة. كما يعد التلوث والسمنة والعادات الغذائية من بين المساهمين الرئيسيين في هذا الاتجاه المثير للقلق.

وفي المملكة المتحدة، أكدت إحصاءات مؤسسة أبحاث الدماغ على انتشار الحالات العصبية، حيث يعاني واحد من كل ستة أفراد من مثل هذه الاضطرابات. ويؤثر تأثير إصابات الدماغ المؤلمة والسكتة الدماغية على 2.6 مليون شخص في المملكة المتحدة، في حين يصيب الخرف وحده أكثر من 944000 فرد، وهو رقم من المتوقع أن يتجاوز المليون بحلول عام 2030.

ومن بين الحالات العصبية، تبرز السكتة الدماغية باعتبارها الأكثر عبئا على مستوى العالم، يليها التهاب السحايا، والصرع، ومرض الزهايمر، وإصابات الدماغ عند الأطفال حديثي الولادة، وتلف الأعصاب الناجم عن مرض السكري، من بين أمراض أخرى. والجدير بالذكر أن صداع التوتر والصداع النصفي يعدان من بين الاضطرابات العصبية الأكثر انتشارًا، والتي تؤثر على المليارات في جميع أنحاء العالم.

ومما يثير القلق بشكل خاص النمو السريع الملحوظ في تلف الأعصاب الناجم عن مرض السكري، والذي يحتل الآن المرتبة الخامسة من حيث عبء المرض على مستوى العالم. ويرتبط هذا الاتجاه بالارتفاع الكبير في حالات مرض السكري من النوع الثاني التي شهدتها السنوات الأخيرة.

ولأول مرة، تعمقت الدراسة في اضطرابات النمو العصبي مثل مرض التوحد وتأثيره الكبير على الصحة العالمية. وشكلت هذه الاضطرابات 80 مليون سنة من الحياة الصحية المفقودة في جميع أنحاء العالم في عام 2021، مما يؤكد الحاجة إلى زيادة الاهتمام والتدخل في هذا المجال.

وعلى الرغم من هذه الاتجاهات المثيرة للقلق، كشفت الدراسة عن فوارق صحية عالمية صارخة، حيث تتركز 80% من الوفيات العصبية والخسائر الصحية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وتتحمل مناطق مثل غرب ووسط أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وطأة هذا العبء، حيث وصلت معدلات الوفيات والسنوات الضائعة بسبب اعتلال الصحة أو الإعاقة أو الوفاة المبكرة إلى مستويات مثيرة للقلق.

ويتطلب التصدي لهذه التحديات اتباع نهج متعدد الأوجه يركز على الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل واستراتيجيات الرعاية الطويلة الأجل. واكد المؤلف الرئيسي الدكتور جيمي ستاينميتز على الحاجة الملحة إلى تنفيذ تدابير فعالة ومناسبة ثقافيًا وبأسعار معقولة لمكافحة الحالات العصبية وتخفيف تأثيرها على الصحة العالمية.

كما أكد الخبراء على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية للتدخل لوقف التأثير المدمر للخرف على ملايين الأرواح في جميع أنحاء العالم. وبالمثل، أكدوا على الحاجة الملحة لمعالجة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للحالات العصبية، وخاصة السكتة الدماغية، التي تفرض خسائر فادحة على الأفراد والأسر وأنظمة الرعاية الصحية على حد سواء.

ومع استمرار ارتفاع معدل انتشار الحالات العصبية بلا هوادة، يجب بذل جهود متضافرة على المستويين المحلي والعالمي لمواجهة أزمة الصحة العامة المتفاقمة، لأن الفشل في القيام بذلك يهدد بتفاقم العبء على أنظمة الرعاية الصحية وإدامة المعاناة التي يتحملها الملايين في جميع أنحاء العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com