مدينة فاس
مدينة فاسأ ف ب (أرشيفية)

البحث عن قبر آخر ملوك غرناطة في فاس المغربية

يجتهد باحثون مغاربة وإسبان في تحديد المكان الذي دُفن فيه آخر ملوك غرناطة، "أبو عبد الله الصغير"، عندما فرّ من الأندلس بعد سقوطها عام 1492 إلى المغرب، إذ يثير قبره المترامي في إحدى زوايا مدينة فاس العريقة سجالا واسعا.

ويعتقد بعض الباحثين والمهتمين، أن يكون قبر هذه الشخصية التاريخية (حكم غرناطة بين 1486 و1492)، هو ضريح موجود بالمكان المعروف بالمصلى بالعاصمة الروحية للمملكة المغربية، غير أن خبراء آخرين يستبعدون جدًّا أن يعود القبر المثير للجدل للملك المُهجّر من الأندلس الملقّب بـ"الصغير".

أستاذ الآثار والتاريخ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، منير أقصبي، يرجح أن يكون القبر المشار إليه لشخصية تعود للقرن 18 وليس لأبي عبيد الله الصغير، الذي توفي في بداية القرن 16، إذ لم يكن الفضاء الذي يوجد به القبر مخصصًا للدفن أثناء وفاة آخر ملوك غرناطة.

واعتبر أقصبي في تصريحه لـ"إرم نيوز"، أننا أمام إشارات تاريخية قليلة تفيد بدفن الملك الغرناطي بالمصلى "المرينيّة" التي كانت توجد بعيدًا عن الفضاء الذي يوجد به القبر، وهو الذي يطلق عليه حي المُصلّى حاليًّا، موضحا أن الاسم يتعلق بمُصلّى "عَلَوية"ث .

واستبعد الباحث في التاريخ والتراث، أن يكون القبر المثير للجدل هو للملك المُهجّر من الأندلس؛ كونه "غير مُؤرّخ بقيشة أو إشارة نصية واضحة"، علاوة على أن موقعه لا ينتمي للمقابر التي خُصّصت للدفن إبّان عهد "المرينيّين" و"الوطّاسيّين".

من جانبه، يعتقد المتخصص في الآثار الإسلامية، الحاج موسى عوني، أن آخر ملوك غرناطة دفن في مُصلى عدوة القرويّين المُوحّدية، على اعتبار أن المجال المجاور لها كان مُخصّصا لدفن السلاطين والوزراء من بني مرين والوطّاسيّين، علما أنه توفي عام 940 يوم كان الوطّاسيون هم حكّام مدينة فاس.

وأضاف موسى عوني في توضيحه لـ"إرم نيوز"، أن المصلى الكائن بجوار باب دباب، والذي تشير أقاويل إلى أن آخر سلاطين دولة بني الأحمر دفن فيها، مستحدث ولم يظهر إلا في عهد "السعديّين" بعد عقود عديدة من وفاته.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com