لاتزال منصة "تيك توك" في المغرب تثير جدلا واسعا، خصوصا مع ظهور محتوى "مسيء" لقيم المغاربة ولذوقهم العام على هذه المنصة، من خلال انتشار متزايد لحمّى تنفيذ تحديات فيها أذى كبير للنفس وتعرض أصحابها لخطر أكبر.
وتسبب فيديو على "تيك توك" لشابتين (إحداهما مغاربية) تتحديان بعضهما لإرضاء متابعيهما، إذ تعمدت فيه إحداهما إجبار الأخرى على فعل تحديات خطيرة من قبيل شرب سوائل خطيرة مزج فيها صابون الأواني بالعطور والبيض، مع رش هذا السائل بعينها، غضبا بين مغاربة.
وأثارت تحديات منصة "تيك توك" الغريبة حفيظة الكثير من المغاربة، باعتبارها تتجاوز الأخلاقيات وتسيء إلى الذوق العام، وإلى الصحة كذلك، وتعكس الألفاظ المستخدمة مدى ميل هؤلاء إلى الاستلذاذ بالألم.
ويرى أستاذ علم النفس بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، هشام خباش، أنه "عندما يفشل الإنسان في تحقيق أي تفوق في المسارات الطبيعية، فهو يحاول إبراز ذاته من خلال مسارات مرضية كما هي قصة هؤلاء اليوم في تيك توك".
وقال خباش في تصريح لـ"إرم نيوز"، "نحن أمام شباب هامشيين تافهين يتقمصون شخصيات تافهة في منصة تيك توك، تنتهي إلى تشكيل جيل خارج دائرة تحمل المسؤولية الذاتية".
وأكد أستاذ علم النفس، أنه "يفترض مراجعة منظومة التربية إن كان على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع والمدرسة، إلى جانب التحسيس بالمخاطر، ثم خلق مسارات جديدة التألق بالنسبة للشباب تكون سليمة على المستوى الفن والرياضة والاختراعات".
وعلت أصوات في المغرب مطالبة بحظر منصة "تيك توك" في المملكة، إثر تنامي هذا المحتوى "المسيء" للثقافة والقيم ولصورة المغرب عموما، وما يمكن أن يترتب عن تداوله وانتشاره الواسع من مخاطر في صفوف الناشئة والأطفال.
ووصل الأمر إلى البرلمان المغربي، عندما ناقشت لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، قبل أسابيع، اقتراحا بشأن حظر "تيك توك" في المغرب وغيرها من المنصات التي لا تتوافر في شأنها سياسات ومعايير سلامة الاستخدام، إذ عبر العديد من النواب عن قلقهم واستنكارهم الشديد من المستوى الذي وصل إليه بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، وبشكل أساسي منصة "تيك توك".