بعد الإعلان رسميا عن إصابة الملك تشارلز بالسرطان، نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا طبيا يكشف عن السرطان الخفي الذي يعتبر حالة شائعة يمكن أن تظهر دون أعراض ظاهرة؛ ما يجعل من الضروري أن نكون على وعي بعلامات السرطان وأعراضه، إذ إن بعض السرطانات تظهر مع أعراض غامضة غالبا ما تكون خاطئة للحصول على العمر أو الحياة اليومية، مثل الإرهاق المستمر، وفقدان الوزن المفاجئ، أو الإجهاد الشديد.
وتتطور الأورام السرطانية أثناء التشخيص الخاطىء؛ ما يؤدي إلى نمو غير منظم. والكشف المبكر يسهل من عملية العلاج؛ لأن بعض السرطانات قد لا تظهر فيها أعراض على المرضى الذين يصابون بها.
وغالباً ما يُساء تشخيص سرطانات الـمعدة المعوية، مثل المريء، والمبيض، والكبد، وجهاز التنفس، والبنكرياس، وسرطان الأمعاء؛ بسبب أعراضها الغامضة. يمكن تشخيص سرطان الأمعاء، وهو رابع أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة، في وقت مبكر، مع بقاء 90% من الناس على قيد الحياة لمدة خمس سنوات أو أكثر. وتشمل الأعراض التي يتعين البحث عنها فقدان الوزن غير المبرر، والغثيان أو القيء، وآلام البطن الثابتة، والتغيرات في عادات الأمعاء، والارتداد المستمر، وصعوبة البلع، واليرق.
سرطان المبيض، المعروف أيضاً باسم "القاتل الصامت"، غالباً ما يُساء تشخيصه ويمكن أن يحاكي ظروفاً أخرى مثل متلازمة الأمعاء المهيجة أو انقطاع الطمث. وهو أكثر شيوعاً بين النساء بعد انقطاع الطمث ويمكن تشخيصه في وقت مبكر، مع بقاء 70% على قيد الحياة، مقارنة بنسبة 15% عندما يتقدم المرض.
سرطان الرئة، وهو السبب الأكثر شيوعا للوفاة السرطانية في المملكة المتحدة. وتشمل العلامات المبكرة السعال، والتنفس، وآلام الصدر أو الكتف، والالتهابات الصدرية، وفقدان الشهية، والإرهاق، والتعرق الليلي أو الحمى، وفقدان الوزن.
وغالباً ما يساء تشخيص سرطان الدماغ، وهو عاشر أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم؛ بسبب أعراضه الغامضة. وتشمل العلامات المبكرة الصداع، والنوبات، وضعف الأطراف، والعلامات التي تشبه السكتة الدماغية، والنعاس أو فقدان الوعي، وازدواج الرؤية، وتغير الشخصية أو السلوك.
وسرطان المثانة كذلك من أكثر أنواع السرطان شيوعا على نطاق العالم، معروف بشكل منخفض بسبب أعراضه الغامضة. وفي المملكة المتحدة، سيتم تشخيص إصابة واحدة من كل 130 أنثى، وواحد من كل 55 ذكر بسرطان المثانة في حياتهم، مع ما يصل إلى نصف الحالات مرتبطة بالتدخين.
وثمة أداة تشخيصية جديدة، وهي خزعة سائلة، تجري عليها حاليا تجارب سريرية، يمكن أن تكشف عن السرطان قبل أن تظهر الأعراض عن طريق اختبار الدم. هذا الفحص الدموي يحلل وجود الورم في الحمض النووي والبروتينات، أو غير ذلك من العلامات التي تطلقها الأورام في مجرى الدم. وإذا ما ثبتت فعاليتها، يمكن أن تحدث ثورة في الكشف عن السرطان.
ومع ذلك، يمكن أن تختلف موثوقيتها ودقتها، فبعض السرطانات قد لا تظهر فيها أبدا الأعراض أو تنمو ببطء؛ ما يسبب إجهادا غير ضروري على المرضى، أو يؤدي إلى علاج لشيء قد لا يكون أبدا قد تسبب في مشكلة. ويؤكد الدكتور بيرغ، الذي يعمل على التجارب السريرية للاختبار، على ضرورة الموازنة بين فوائد الاكتشاف المبكر والجوانب السلبية المحتملة للتسبب في قلق غير ضروري.
من ناحية أخرى، من الأعراض التي ينبغي إبلاغ الطبيب عنها كُتل غير مبررة، أو فقدان الوزن، أو التغيرات في عادات الأمعاء، أو آلام المعدة أو الشرج، أو النزيف من القاع، أو الانتفاخ المستمر، أو الدم في المقاعد أو البول، أو النزيف، أو التعب المستمر، أو آلام البطن، أو آلام الظهر، أو الحامض الذي يرتد إلى المريء أكثر من المعتاد، أو الحكة، أو الجلد الأصفر، أو فقر الدم غير المفسر.