دونالد ترامب
دونالد ترامبرويترز

عودة ترامب المحتملة.. كيف تؤثر على ملف الهجرة؟

يتحسس المهاجرون غير النظاميين رؤوسهم مع دنو موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي يشق فيه المرشح الجمهوري دونالد ترامب طريقه بثبات نحو البيت الأبيض، فإن التساؤلات تتناسل حول سياسة الهجرة التي ستتبعها البلاد حال ظفره بالرئاسة للمرة الثانية، خصوصًا أنه حقق فوزًا ساحقًا في انتخابات "الثلاثاء الكبير" التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري.

إذا كان البعض يعتقد أن السياسات الأمريكية تُطهى على نار هادئة، بعيدًا عن صخب التنافس الرئاسي الذي ينزاح في أحيان كثيرة إلى الشعبوية، فإن البعض الآخر يحبس أنفاسه مع اقتراب موعد الحسم، لا سيما أن ترامب عبّر غير مرة عن رغبته في طرد المهاجرين الذين حجوا للبلاد بكثافة في عهد غريمه بايدن.

وكشف تقرير لموقع أكسيوس الأمريكي، أن أعداد القوى العاملة من المهاجرين، ارتفعت منذ تولي بايدن الرئاسة؛ إذ قفز من 17.3% إلى 19%. ويتوقع الموقع أن يرتفع عدد المهاجرين إلى 1.7 مليون عامل إضافي في العام الحالي. فهل يتغير هذا المَنحى التصاعدي في حال مسك ترامب لزمام الأمور؟

 تناقض في العلن واستمرارية في الخفاء

يرى الخبير السياسي د. رشيد لزرق، أن "الولايات المتحدة دولة قانون ومؤسسات، وتغير الرؤساء لا يغير الكثير من توجهات البلاد العامة". مبرزًا أن "تعامل ترامب في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية مع ملف الهجرة، سيعرف بعض الصرامة بالتأكيد."

واستبعد المتحدث في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن يتخذ ترامب أي إجراءات "عدائية" تجاه المهاجرين المستقرين في أمريكا حتى ولو كانوا في وضعية غير قانونية. مؤكدًا أن المهاجرين الذين دخلوا البلاد في عهد بايدن، لا يمكن أن تسري عليهم القوانين الجديدة إذا تم تشديدها، وعمليات الترحيل، إذا كانت ستتم في إطار القانون."

وتابع الخبير أن تغير الإدارات في الولايات المتحدة، لا يُحدث سوى تغييرات طفيفة في التوجهات العامة للبلاد. مستدلًا على طرحه بمواصلة بايدن بناء جدار ترامب في جنوب البلاد، على حدودها مع المكسيك، رغم انتقاده له في العلن.

 قوة اقتصادية وانتخابية

 دخل الأراضي الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن ما لا يقل عن 3 ملايين عامل أجنبي، فيما تمكن أزيد من مليوني مهاجر من دخول بلاد "العم سام"، وفق تقارير أمريكية.

 ويتوقع موقع "أكسيوس" أن يسهم الوافدون الجدد بنحو 7 تريليونات دولار على مدار العقد المقبل. وهو ما يرى اقتصاديون أنه "بقرة حلوب" ستدعم اقتصاد البلاد.

 في هذا الصدد اعتبر رئيس المركز الأفريقي للدراسات الإستراتيجية والرقمنة، د. رشيد ساري أن مساهمات المهاجرين تضخ دماءً بشرايين الاقتصاد، عن طريق إحداث شركات وخلق مناصب شغل، وتوفير يد عاملة؛ وبالتالي تحريك العجلة الاقتصادية وتحويل أموال ضخمة لمصالح الضرائب.

 ووفق الخبير الاقتصادي فإن المهاجرين في أمريكا يمثلون ما يربو على 19 في المئة من السكان، أي ما يعادل أزيد من 45 مليون مهاجر من القوى العاملة، وهو ما يشكل أحد الاستثناءات البارزة في العالم. 

 وتابع ساري في تصريحات لـ"إرم نيوز" قائلًا: "إلى جانب كونهم قوة اقتصادية، فهم يشكلون أيضا تكتلًا انتخابيًّا قد يغير مجرى الاقتراع"؛ لا سيما أن استطلاعات الرأي تفيد بأن 80% من الأمريكيين غير راضين عن أداء بايدن في ما يخص ملف المهاجرين معتبرين أنه "لا يحسن التعامل مع تدفقهم" وهو ما يرجح كفة ترامب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com