دراسة: تغيير الغذاء أفضل من الأدوية لعلاج القولون العصبي

كشفت دراسة جديدة عن أن التغييرات الغذائية التي ترتكز على نظام غذائي منخفض "الفودماب" قد تكون أكثر فاعلية من الأدوية لعلاج القولون العصبي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وبحسب الدراسة، التي نُشرت في مجلة "لانسيت كاسترونترولوجي"، أثبتت الأبحاث بأن اتباع مرضى القولون العصبي لنظام غذائي منخفض "الفودماب"، وهو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من السكريات القليلة القابلة للتخمر والسكريات الثنائية والسكريات الأحادية والبوليولات، يُمكن أن يقلل بنسبة كبيرة من الأعراض المصاحبة لهذا المرض، وتعمل على إكساب المرضى راحة لم يعتادوا عليها مع استخدام الأدوية.

وارتكزت الدراسة، التي اشترك فيها 241 امرأة و53 رجلاً يعانون من مرض القولون العصبي المعتدل إلى الشديد، على تقسيم المرضى إلى 3 مجموعات: الأولى يتم علاجها باستخدام الأدوية المعتادة لعلاج القولون العصبي وبعض الملينات ومضادات الإسهال.

والمجموعة الثانية تم إعطاؤها مواد غذائية منخفضة "الفودماب" تتضمن أطعمة، مثل: الأرز، والبطاطس، والكينوا، والخبز الخالي من القمح، ومنتجات الألبان الخالية من اللاكتوز، والأسماك، والبيض، والدجاج، ولحم البقر، والفواكه، المختلفة، والخضراوات.

أما المجموعة الثالثة، فتم إعطاؤها مواد منخفضة الكربوهيدرات وعالية الدهون، وتركز على الأطعمة، مثل: لحم البقر، ولحم الخنزير، والدجاج، والأسماك، والبيض، والجبن، واللبن، والخضراوات، والمكسرات، والتوت.

وبعد 4 أسابيع من التزام المرضى بنظام العلاج المحدد لهم في أحد مستشفيات السويد، أفاد 76% من المجموعة منخفضة الفودماب بانخفاض كبير في أعراض القولون العصبي لديهم. وأفاد 71% من المجموعة منخفضة الكربوهيدرات بذات الأمر. في حين أفاد 58% فقط من مجموعة أدوية القولون بشعورهم بذات التحسن.

ونصح الأطباء المشاركون بالدراسة المرضى بضرورة استشارة أطبائهم قبل اعتماد أي من النظامين الغذائيين؛ منخفض الفودماب/ أو الكربوهيدرات. علاوة على ضرورة تناول وجبات أكثر بكميات أقل، وتجنب المشروبات، مثل: القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، والكحول، والأطعمة الحارة.

وقالت الطبيبة نيباكا، أحد المشاركين بالدراسة: "خلال التجربة، كانت هناك زيادة طفيفة في مستويات الكوليسترول في الدم بين المشاركين في المجموعة منخفضة الكربوهيدرات، ما يشير إلى سبب للحذر بالنسبة لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب".

وفي ذات السياق، قال الدكتور تشي، طبيب جهاز هضمي، ومُشارك آخر بالدراسة: "إن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات ومنخفضة الفودماب يمكن أن تكون مقيدة تمامًا، وقد لا تكون مناسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب الأكل أو المعرضين لخطر الإصابة به".

وأضاف تشي: "مع ذلك تؤكد النتائج أن التغييرات الغذائية يمكن أن تكون خيارًا مهمًا لعلاج القولون العصبي".