في عالم الجمال دائم التطور، أدت الزيادة الأخيرة في شعبية مستحضرات العناية بالبشرة المضادة للشيخوخة بين المراهقين والمراهقات إلى رفع علامات التحذير من قبل أطباء الجلد.
وبحسب موقع "newsweek"، شهد الإنترنت موجة من الفتيات الصغيرات، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 10 أو 11 عامًا، ينغمسن في شراء منتجات العناية بالبشرة القوية المضادة للشيخوخة، التي غالبًا ما تحتوي على مكونات قوية مثل الريتينول وأحماض التقشير، مما دفع أطباء الجلد إلى تحذير المراهقين وأولياء أمورهم من الضرر المحتمل لبشرتهم.
ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة تيكتوك، دورًا محوريًا في التأثير على روتين العناية بالبشرة لدى المراهقين، حيث يحاكي الكثيرون الروتين اليومي لصانعي المحتوى المفضلين لديهم والتي تتضمن مزيجًا من العلامات التجارية باهظة الثمن مثل "Drunk Elephant أو Fenty". ومع ذلك، فإن الجمع بين المنتجات القوية أدى إلى آثار ضارة، بما في ذلك تفشي الأكزيما والطفح الجلدي وحب الشباب، وفقًا لتقارير عديدة.
ويؤكد أطباء الجلد على أن هذه المنتجات تحتوي غالبًا على مكونات "نشطة" مثل حمض الساليسيليك والريتينول والببتيدات، وهي مصممة للبشرة الناضجة وتستهدف مشاكل محددة مثل التجاعيد أو حب الشباب.
وتحذّر كارول تشينج، الأستاذة السريرية المساعدة في طب الأمراض الجلدية في جامعة كاليفورنيا، من أن "هذه المكونات يمكن أن تلحق الضرر وتهيج الجلد وتسبب تأثيرات عكسية لا يرجى تحقيقها“.
على عكس بشرة البالغين، التي تشهد انخفاضًا تدريجيًا في إنتاج الكولاجين مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد، فإن مستويات الكولاجين لدى الأفراد الأصغر سنًا لم تبدأ بعد في التناقص. وبالتالي، فإن استخدام الريتينول، الذي يساعد في إنتاج الكولاجين، يعد غير ضروري وقد يكون ضارًا بالنسبة للمراهقين.
يشرح طبيب الأمراض الجلدية المعتمد جايدن جالامغام أن "الريتينول والريتينويدات يمكن أن تكون في بعض الأحيان مشكلة للأطفال الصغار، خاصة إذا لم يكن هناك مؤشر سريري مثل حب الشباب. ويمكن أن يسبب الريتينول أحيانًا نوع من الطفح الجلدي المتقشر، مما يجعله عرضة لحروق وأضرار أشعة الشمس".
كما ساهم روتين "كوكتيل العناية بالبشرة“، والتي تتضمن خلط منتجات العناية المختلفة، في تهيج الجلد وتغيير درجة الحموضة في المنتجات. كما أن الاستخدام الخاطئ للريتينول، مثل وضعه في الصباح أو دون حماية من الشمس، يزيد من خطر تلف الجلد بسبب أشعة الشمس.
ويوصي الخبراء بشدة أن يعتمد المراهقون المهتمون بالعناية بالبشرة روتينًا بسيطًا خاليًا من المكونات القوية، يتضمن تنظيف الوجه مرة أو مرتين يوميًا باستخدام منظف لطيف للوجه، ويفضل أن يكون من ماركات الصيدليات. ويعد تطبيق واقي الشمس مع عامل حماية من الشمس يبلغ 30 أو أكثر أمرًا بالغ الأهمية في الصباح، مع إضافة مرطب الوجه في الليل إذا كان الجلد جافًا.
وأجمع أطباء الجلد أن الحماية من أشعة الشمس لها أهمية قصوى في العناية بالبشرة للأفراد الأصغر سنًا الذين يشعرون بالقلق إزاء الشيخوخة المبكرة. لذا، فإن ترسيخ عادات التنظيف اللطيف، مع تجنب المقشرات القاسية، يمكن أن يساهم في الحفاظ على بشرة صحية وشبابية.