الحصن التراثي في العرائش
الحصن التراثي في العرائشمتداولة

مخاوف من اندثار بطارية مدافع حصن تراثي في المغرب

أثار تأهيل الساحل الأطلسي للعرائش شمال المغرب، مخاوف المجتمع المدني المُشتغل في مجال حماية التراث، من مَحوِ آثار المعالم المعمارية التاريخية التي تزخر بها المدينة الساحلية، والتي ميّزت ماضيها التليد.

ويخشى الفاعلون، أن تتسبّب الأشغال التي تدخل في مشروع تأهيل الشرفة الأطلسية والشاطئ الصخري للعرائش، من تضرر "بطارية" للمدافع التاريخية الموجودة في حصن "الفتح"؛ وهي من أبرز المعالم التراثية في المدينة.

واستنكرت الفعاليات المدافعة عن التراث في العرائش، تغافل المسؤولين عن إعادة تأهيل الساحل الأطلسي لهذه المدينة، عن الأهمية التاريخية والثقافية للمعالم المعمارية في الشرفة الأطلسية؛ خاصة البطاريات التي كانت الدفاعات العسكرية الرئيسة خلال القرنين 18 و19.

واعتبر رئيس جمعية أرشيف العرائش، محمد عزلي، أن "الشرفة الأطلسية لها حمولة تاريخية كبيرة جدًا، تتضمن حصن الفتح السّعدي وبطاريته الدفاعية، ويقع الحصن على حافة الجرف الصخري، وتم تأسيسه على أنقاض قلعة تعود إلى عهد السلطان مولاي ناصر الوطّاسي في العام 1491".

وأضاف عزلي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنه "بعد معركة وادي المخازن المعروفة بمعركة الملوك الثلاثة، العام 1578، والتي أسفرت عن انهزام الجيوش البرتغالية أمام الجيوش المغربية بقيادة السلطان أحمد المنصور الذهبي، أعطى هذا الأخير أوامره بالزيادة في بنيان القلعة الوطّاسية وأُطلق عليه اسم الفتح".

وأفاد الباحث في تاريخ العرائش، أنه "استُخدم أسرى معركة وادي المخازن في بناء الحصن التاريخي، واعتمدت هندسته على الأساليب المعمارية العسكرية المستخدمة في إيطاليا وتركيا خلال عصر النهضة الأوروبية المتميزة بالقوة والضخامة، والمناعة الدفاعية".

وأوضح المتحدث ذاته: "زُوّد الحصن بعدد مهم من المدافع وآلة الحرب من بينها 4 مدافع من البرونز تم الاستيلاء عليها في معركة وادي المخازن، وقطع أخرى جُلبت من معامل السلاح في المغرب، وما كان يغنمه قراصنة البحر المغاربة من قطع مدفعية تابعة للسفن المستولى عليها في عرض البحر".

ولفت رئيس جمعية أرشيف العرائش، إلى أنه "على إثر الحملة الفرنسية التي استهدفت مرسى العرائش، في 27 يونيو 1765، بعد استيلاء قراصنة مغاربة على سفينة تجارية، حلَّ السلطان محمد بن عبد الله بالعرائش، حيث أشرف على تهيئته وتقوية دفاعاته، وأعطى لحصن الفتح أهمية بالغة؛ حيث عُرف في هذه الفترة بناء القباب التي تغطي أبراج الحصن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com