المسلسلات القصيرة تنقذ الموسم الدرامي من الحشو والتكرار
في مسلسل "بدون سابق إنذار" الذي يلعب بطولته آسر ياسين "مروان" وعائشة بن أحمد "ليلى" ويُعرض في النصف الثاني من رمضان تبدأ الحلقة الأولى بمشهد لمجموعة من المصريين يتعرّف بعضهم على بعض في سهرة بأحد المطاعم بمدينة دبي، حيث نبدأ كمشاهدين في التعرف على أسماء الشخصيات.
في المشهد التالي مباشرة، نجد "مروان" و" ليلى" في جلسة مع معالجة نفسية يشرحان تفاصيل الأزمة الحادة التي تعصف بحياتهما الزوجية.
هكذا جعلت طبيعة العمل كمسلسل قصير يتكون من 15 حلقة لغة السرد سريعة الإيقاع، كما أجبرت فريق الكتابة وكذلك مخرج العمل هاني خليفة على الدخول في الموضوع مباشرة واختصار الكثير من المقدمات التقليدية.
ما حدث في "بدون سابق إنذار" لم يكن حالة فردية معزولة، بل ظاهرة عامة تتضمن العديد من المفاجآت حيث أنه للمرة الأولى في الموسم الرمضاني، بنسخته المصرية، تصبح مسلسلات الـ15 حلقة هي القاعدة وليست الاستثناء بعد أن اعتادت أن تطل على استحياء في المواسم السابقة عبر عدد محدود للغاية.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، برزت أعمال تنتمي إلى تلك النوعية هذا الموسم مثل "مسار إجباري" بطولة عصام عمر وأحمد داش والذي تناول لغز جريمة قتل و"كامل العدد" لدينا الشربيني وشريف سلامة الذي دار في أجواء كوميدية اجتماعية لكن المفاجأة أنّ نجمًا بحجم يحيى الفخراني قدم مسلسلاً قصيرًا للمرة الأولى بمسيرته هو "عتبات البهجة" المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب إبراهيم عبد المجيد. وخاض نجوم الكوميديا ذات التجربة مثل أكرم حسني في "بابا جه" وهشام ماجد في "أشغال شقة" ويكررها شيكو في "خالد نور وولده نور خالد".
واللافت كذلك أن أحد أبرز نجوم الإخراج الدرامي على الساحة حاليا وهو محمد سامي الذي صنع أسطورة محمد رمضان بعدد من الأعمال المدوية آخرها "جعفر العمدة" اضطر أن ينحني للموجة الجديدة هو الآخر ويقدم زوجته مي عمر في مسلسل قصير هو "نعمة الأفوكاتو".
في هذه الأعمال وغيرها قد تجد أي عيب إلا الملل الناتج عن الحشو والتكرار، كما انتهت أزمة الثرثرة الفارغة التي لا وظيفة لها سوى سد المساحة بصرف النظر عن المضمون حتى أن المشاهد كان ينتظر عدة حلقات في مسلسلات الثلاثين حلقة حتى يجد حدثا جديدا لافتا.
وتتعدد أسباب اكتساح الأعمال القصيرة للخريطة الدرامية في رمضان ولعلّ من أبرزها تحرر صناع الدراما من شروط المعلنين القديمة الذين كانوا يصرون فيما سبق على وجود 30 حلقة، فضلا عن انتشار المنصات التي تراهن بالأساس على التشويق ودراما الجريمة وهو ما يتطلب سرعة الإيقاع.
