علماء صينيون يبتكرون جهازا يجنب الطائرات العسكرية الرادار

 كشف علماء ومهندسون صينيون عن تطور في تكنولوجيا الطيران العسكري من خلال إنشاء جهاز بلازما مصمم لجعل الطائرات العسكرية غير مرئية بشكل فعال للكشف عن الرادار. ويمثل هذا الابتكار خروجًا كبيرًا عن الإصدارات السابقة، إذ يركز على حماية مناطق معينة من الطائرة بدلاً من تغليفها بأكملها بالبلازما.

 وذكر تقرير نشره موقع South China Morning Post أن جهاز البلازما الجديد، المسمى "جهاز التخفي البلازمي ذو شعاع الإلكترون المغلق"، يستهدف مناطق مهمة في الطائرة مثل قبة الرادار أو قمرة القيادة، ما يجعلها غير قابلة للاكتشاف بواسطة أنظمة الرادار، على عكس الأساليب التقليدية التي تعتمد على الطلاءات الماصة للرادار والتصميمات الهندسية، توفر هذه التقنية حلاً ديناميكيًا وقابلاً للتكيف لتحقيق قدرات التخفي.

وتعمل تقنية التخفي البلازمي على مبدأ استخدام الغاز المتأين أو البلازما لتقليل المقطع العرضي لرادار الطائرة، ما يجعلها أقل وضوحًا لأنظمة الكشف الرادارية. وتستفيد هذه التقنية من الظاهرة الطبيعية المتمثلة في سحب البلازما التي تولدها المركبات التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تعطل موجات الرادار وتخفي الجسم.

يتميز الجهاز الجديد، الذي طوره العلماء في مركز تكنولوجيا البلازما التابع لمعهد شيان للدفع الفضائي، بالعديد من المزايا. وأكد تان تشانغ، الباحث الرئيسي في المشروع، على تصميمه المباشر ونطاق الطاقة القابل للتعديل وكثافة البلازما العالية، وكلها تساهم في فاعليته بتعزيز قدرات التخفي.

وقد نجح الفريق الذي يقف وراء هذا الابتكار في اختبار نوعين مختلفين من جهاز التخفي البلازمي. تتضمن إحدى الطرق طلاء المناطق المعرضة للرادار بنظائر مشعة تبعث أشعة لتأيين الهواء المحيط، ما يخلق طبقة بلازما كثيفة تبعثر إشارات الرادار. أما الطريقة الأخرى فتستخدم الكهرباء عالية التردد لتأيين الغاز خارج الطائرة، وتشكيل منطقة البلازما. وقد خضعت كلتا الطريقتين لاختبارات طيران صارمة وأظهرتا نتائج واعدة.

تجدر الإشارة إلى استخدام تفريغ شعاع الإلكترون لتوليد مساحات كبيرة من البلازما المحصورة، وهي تقنية تم الكشف عنها لأول مرة. توفر هذه الطريقة مزايا واضحة مقارنة بالطرق الحالية، بما في ذلك قابلية التعديل المحسنة وكفاءة الطاقة وتقليل متطلبات الطاقة والوزن الخفيف. علاوة على ذلك، ومن خلال فصل البلازما عن المولد، يتيح هذا النهج مرونة أكبر في تصميم التجاويف لاستيعاب هياكل الطائرات المختلفة.

 وقد أكدت الاختبارات الأرضية للنماذج الأولية جدوى التصميم وعمليته، ما يمهد الطريق للتنفيذ الوشيك في الطائرات العسكرية الصينية. ويتوقع تان تشانغ وزملاؤه اعتماداً سريعاً لهذه التكنولوجيا، ما يؤكد قدرتها على تعزيز القدرات الدفاعية للصين، في مشهد جيوسياسي متزايد التعقيد.