دراسة تكشف العلاقة بين التعلق بالهاتف وانخفاض تقدير الذات

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Psychology Reports أنّ الأفراد الذين يميلون إلى تجاهل الآخرين في البيئات الاجتماعية من خلال التركيز على هواتفهم والانغماس في العالم الافتراضي، يتصورون أن تكون لديهم معايير جمالية أقل وانخفاض أكبر في تقدير الذات.

وتستكشف الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة "ساكاريا" في تركيا، بحسب موقع PsyPost، العلاقة بين سلوك استخدام الهاتف وصورة الجسد والكفاءة الذاتية، مع تسليط الضوء على العوامل النفسية التي تؤثر على هذه الظاهرة المعاصرة.

أدى انتشار الهواتف المحمولة في كل مكان إلى إحداث تحول في الاتصالات بين الأشخاص، ما سهَّل التواصل المستمر بغض النظر عن القرب المادي. هذا التواصل المستمر أدى إلى نشوء سلوك يتسم بتجاهل الآخرين في البيئة المحيطة بالفرد. وغالبًا ما يُنظر إلى هذا السلوك على أنه وقح ويمكن أن يؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية، وبسبب انتشاره المتزايد، فقد أصبح محور العديد من الدراسات البحثية الجديدة.

واعتبر الباحثون أن البيئة الافتراضية، وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت منصة يظهر فيها الأشخاص بأجسام ومظهر مثاليّ، ما يجعلهم مثاليين بصريًّا. وبما أن معيار الجمال "للجسم المثالي" لا يمكن الحصول عليه في الحياة الواقعية، فإن الأشخاص الأكثر انغماسًا في هذا العالم الافتراضي قد يصبحون غير راضين عن أجسادهم، نتيجة اقتناعهم بمعايير الجمال غير الواقعية، واعتبارها البديل عن الواقع غير المرضي.

وبطريقة مماثلة، قد يُترك للأشخاص الذين يقضون وقتًا أطول على وسائل التواصل الاجتماعي، وقت أقل لأداء أنشطة مهمة أخرى في الحياة. وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض مشاعر الكفاءة الذاتية، أي إيمان الشخص بقدرته على النجاح في مواقف معينة أو إنجاز مهمة ما.

وقد شملت الدراسة 301 شخص بالغ من تركيا، وكشفت عن وجود علاقة بين ميول التعلق بالهاتف وانخفاض تقدير الذات والتقليل من المعايير الجمالية الشخصية. وسلط الباحثون الضوء على العواقب المحتملة لزيادة تجاهل الآخرين في الحياة الاجتماعية، مؤكدين آثاره السلبية على العلاقات الشخصية، ودوره المحوري في الصحة العقلية.

ومع استمرار الأجهزة المحمولة في تشكيل التفاعلات الاجتماعية، يصبح التعرف على هذه العوامل النفسية ومعالجتها أمرًا بالغَ الأهمية لتعزيز الديناميكيات الصحية بين الأشخاص والرفاهية المجتمعية.