علي البراق
علي البراقمتداولة

علي البراق.. علم من أعلام رمضان و"ميقات" التونسيين عند السّحور والإفطار

يرتبط رفع الأذان في تونس ولا سيما في شهر رمضان، بشكل جوهري، بالشيخ علي البراق، أحد أبرز مجوّدي القرآن الكريم، والذي يعدّ صوته علامة تونسية مسجلة، خصوصا في شهر رمضان.

ومنذ عقود طويلة وحتّى اليوم لا يزال صوت علي البراق يرتفع معلنا حلول موعد الإفطار، ويحرص التلفزيون الرسمي التونسي على اعتماد هذه النسخة المتداولة من الأذان بصوت علي البراق دون سواه، تأصيلا لهذا الموروث الثقافي وتخليدا لسيرة الرجل الذي يعدّ عالما جليلا وأحد المراجع الدينية في البلاد.

والبراق هو من مواليد 10 مايو / أيار سنة 1899 بمدينة القيروان التونسية، ويُعتبر رمز التلاوة القرآنية بالطريقة التونسية وأحد أشهر أعلام هذه المدينة الإسلامية، باعتبار رفعة منزلته كمقرئ للقرآن الكريم تجويدا وترتيلا بالقراءات السبع.

وكان علي البراق قد استقر بالعاصمة التونسية، وأصبح المؤذن الرسمي بجامع صاحب الطابع بالحلفاوين، بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة، وبالنظر إلى هذه المكانة فقد حظي الرجل بشرف تدشين البث الإذاعي التونسي الرسمي سنة 1938 فيما بدأت تلاوات الشيخ البراق برواية قالون عن نافع المدني في الإذاعة التونسية بعد ذلك.

ومع حلول شهر رمضان، يصبح صوت علي البراق أكثر تداولا، فكثيرا ما يتم بث مقاطع مسجلة من تلاوته للقرآن، قبيل صلاة المغرب، وعند السحور.

ويمثل الرجل بذلك "ميقاتا زمنيا" فريدا للإمساك والإفطار، ويقتحم صوته جميع البيوت التونسية التي تتجمع حول مائدة الإفطار في انتظار موعد أذان صلاة المغرب، منصتين إلى تلاوته ذات الخصوصية التونسية، كما أنّ تسجيلات صوته لا تزال تؤثث فقرات الإذاعة الوطنية لاسيما في المناسبات الدينية.

ومنذ طفولته تحدّى الشيخ علي البرّاق إعاقة الكفيف وأخذ ينهل من مصادر العلم والعرفان من خلال ارتياده الكتّاب بمدينته حتى تمكن من ختم تلاوة القرآن الكريم تجويدا وترتيلا بالتلاوات السبع.

وكان البراق يتردد على حلقات الطرق الصوفية حتى تمكن من إتقان صناعة الإنشاد الطرقي ومن المدائح والأذكار حيث أسس مجموعة علي البراق للمدائح والأذكار والتي توارثها من بعده نجله محمد البراق ثم حفيده علي محمد البراق.

ويروي الموسيقار العميد محمد التريكي في بعض الآثار قصّة دخول علي البراق الإذاعة قائلا، إن الرجل كان يبدي رغبة شديدة في دخول الإذاعة، وعندما كان متوجها في أحد الأيام إلى مقر الإذاعة وسط العاصمة تونس ناشده التريكي أن يقرأ له "الفاتحة" عند باب البناية.

ويوضح التريكي أن البرّاق كان يريد أن تفتح الإذاعة أبوابها في وجهه من خلال تلاوة الفاتحة حتى استجاب المولى عزّ وجل لطلبه من خلال دعوة وجهها له مديرها الأول عثمان الكعاك.

وقد نال الشيخ علي البرّاق إعجاب المعتمرين والحجيج عندما رتل آيات من القرآن الكريم في رحاب الحرمين الشريفين في حجته الأولى سنة 1950 وحجته الثانية سنة 1963.

ويروى أن الأديب طه حسين قال فيه عند زيارته لتونس إبان الاستقلال "إن صوته يعيدنا إلى الزمن الأول لنزول القرآن وبدء الحضارة العربية" وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com