بعد إصابة سعيد الحربي به.. لماذا يستهدف "التصلب الجانبي" الرياضيين؟

قبل 3 أيام، فاجأ حارس مرمى نادي الشباب السعودي السابق، سعيد الحربي، جمهوره ومواطنيه، بإعلان إصابته بـ"التصلب الضموري اللويحي" أو كما يعرف بـ"التصلب الجانبي".

لكن اللاعب الحربي، ليس الرياضي الأول الذي يعلن إصابته بهذا المرض الغامض، ففي سبتمبر من عام 2022، توفي لاعب النصر السعودي خالد الزويلعي بالمرض ذاته.

والقائمة تطول للاعبين عربا وأجانب أصيبوا بهذا الداء، الذي لا تزال أسبابه المباشرة مجهولة إلى الآن. وفي الأصل فإن "التصلب الضموري اللويحي"، يعرف طبيا كذلك باسم "داء لو غيريغ"، نسبة للاعب البيسبول الذي تم تشخيصه كأول شخص في العالم، بأعراضه.

ورغم عدم وضوح الأسباب الطبية الكامنة وراء ارتفاع معدل هذا الداء بين الرياضيين بشكل خاص، إلا أنّ الأطباء يجمعون على إثباتات علمية قد تساهم في ارتفاعه بينهم.

أسباب إصابة الرياضيين

قال الدكتور أحمد صلاح الدين، أستاذ المخ والأعصاب، أنّ "الأسباب الحقيقية للإصابة بمرض التصلب الضموري اللويحي "als" غير معروفة حتى الآن".

لكنه أشار إلى وجود نوعين رئيسين، وهما "عائلي، وحالات فردية"، مبينا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أنّ "الأطباء وجدوا في النوع العائلي بعض الجينات المرتبطة بالمرض، والطفرة فيها تتسبب في الإصابة به، وغالبا ما يتم توارث هذه الجينات بين أفراد العائلة، أمّا النوع الآخر والذي يصيب فردًا واحدًا من العائلة، فهناك عوامل تم إثباتها علميا، مسؤولة عن زيادة الفرصة في الإصابة بالمرض".

وأضاف الطبيب المصري: "من أهم الأسباب التي تزيد من فرصة الإصابة بالمرض هي الخدمة العسكرية، فالأشخاص الذين التحقوا بالقوات المسلحة وشاركوا في الحروب خصيصا، فرصتهم في الإصابة بهذا المرض 4 أضعاف غيرهم، ففي الولايات المتحدة ثبت أنّ عددا من الجنود والضباط، الذين شاركوا في حرب الخليج أصيبوا بالتصلب الضموري اللويحي".

وتابع في تصريحاته: "كذلك الأشخاص الذين يتعرضون لصدمات بالرأس من متوسطة إلى شديدة معرضون للإصابة بنسبة من 39 إلى 69%. كما أن الأشخاص الذين يتعرضون للمجال الكهرو مغناطيسي، مثل عمال شركات الكهرباء، وكذلك المدخنون تزيد فرصة إصابتهم بالمرض 40% عن غيرهم، كما أن التعرض للسموم والمعادن الثقيلة، والكيماويات يزيد من فرص الإصابة، كذلك الإصابة بالإيدز".

وبسؤاله عن أسباب زيادة إصابة الرياضيين تحديدا بالمرض، أوضح طبيب المخ والأعصاب: "الأشخاص الذين يقومون بتمرينات بدنية شديدة وعنيفة وبمجهود عضلي مبالغ فيه، مثل اللاعبين المحترفين ومن بينهم لاعبو كرة القدم، معرضون للإصابة بفرصة كبيرة، لأنهم يتعرضون لعاملين على الأقل يؤديان للإصابة، وهما "التمرينات البدنية المستمرة، وضربات الرأس".

النساء أكثر إصابة

من جانبه، قال الدكتور جمال يوسف، أخصائي المخ والأعصاب، أنّ "التصلب الضموري اللويحي" أو "التصلب الجانبي" هو مرض عصبي خطير، وخطورته تكمن في عدم اكتشاف علاج له حتى الآن.

وأوضح "يوسف" في تصريحات لـ "إرم نيوز": "أيضا تكمن خطورة هذا المرض في صعوبة اكتشافه في مراحله الأولى، لذا وحينما يتم اكتشافه تكون الحالات متأخرة أو متوسطة".

وأشار الطبيب المصري إلى أن أعراض هذا المرض تختلف بحسب درجة الإصابة، لافتا إلى أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال.

وأكد جمال يوسف أن العلماء حتى الآن لم يتوصلوا إلى السبب الحقيقي للإصابة بهذا المرض، لكن هناك عوامل قد تزيد فرصة الإصابة به، من أهمها العوامل الوراثية، بحسب قوله.

وأوضح: "يزداد المرض عند وجود أفراد من العائلة مصابين أو أصيبوا بمرض التصلب اللويحي، ولكن بالطبع ليس في كل الحالات، فلو كان مرض التصلب المتعدد يتعلق بالعوامل الوراثية وحدها فقط لكان احتمال الإصابة لدى التوائم المتماثلة متساويًا، لكن الوضع ليس كذلك؛ إذ إن احتمال الإصابة لدى توأمين متماثلين هو 30% فقط إذا كان شقيقه التوأم مصابًا بالتصلب المتعدد".

وعن العوامل التي يجب اتباعها لتجنب الإصابة بهذا المرض، لفت الدكتور جمال يوسف أنه "مع الأسف" لا يستطيع أحد منع الإصابة بهذا المرض، نظرًا لأن السبب الدقيق للمرض غير معروف إلى الآن، لكن مع تجنب صدم الرأس، والتعرض للموجات الكهرومغناطيسية وغيرها من العوامل التي تم ذكرها سالفا، يمكن تقليص نسبة الإصابة به، بحسب تصريحه.