صحة الإنسان
صحة الإنسانمتداولة

التنبؤ بمستقبل الصحة: أحداث حاسمة في المسارات المرضية

إن انتشار الأمراض المتعددة، وخاصة الأمراض المزمنة، يؤثر بشكل كبير على نفقات الرعاية الصحية واحتياجات الرعاية طويلة الأجل. وفي العديد من دول العالم، حيث يعاني الملايين من أمراض مزمنة مختلفة، يشكل فهم أنماط الأمراض المتعددة ضرورة حتمية لتعزيز الشيخوخة الصحية والوقاية من الأمراض.

وفي حين أن الدراسات السابقة قد بحثت في شبكات الاعتلال المشترك ومسارات المرض باستخدام السجلات الصحية الإلكترونية والسجلات السريرية، فقد كانت هناك فجوة ملحوظة في دراسة اتجاهات المرض المتعددة طوال عمر المريض بأكمله. وإدراكًا لهذا الفراغ، أكد الباحثون ضرورة اعتماد منظور مدى الحياة حول تطور الأمراض المصاحبة المتعددة.

وبحسب موقع news-medical، قدمت دراسة حديثة نهجًا مبتكرًا لتحليل شبكات المرض المتعددة من خلال البيانات الصحية الطولية على مستوى السكان، بهدف تحديد الأحداث الحاسمة ضمن مسارات المرض.

وبالاعتماد على بيانات السجل الطبي الإلكتروني التي تشمل أكثر من تسعة ملايين فرد في النمسا وأكثر من 44 مليون زيارة للمستشفيات امتدت من عام 1997 إلى عام 2014، قام الباحثون بتحليل دقيق للمسارات الصحية للأشخاص الذين كانوا يتمتعون بصحة جيدة في بداية فترة الدراسة (2003-2014).

ومن خلال تقسيم البيانات إلى مجموعات مدتها 10 سنوات، قام الباحثون ببناء طبقات خاصة بالعمر داخل الشبكة، وحددوا أزواج المسارات المتقاربة التي تتميز بعدم وجود تشخيصات متداخلة بين الفئات العمرية الأصغر سنًّا ولكنها تظهر تداخلًا بين المجموعات الأكبر سنًّا.

كما شملت شبكة الأمراض المتعددة جميع رموز التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10)، بالإضافة إلى رمز جديد للأفراد غير المشخصين.

وكشفت النتائج عن 1260 مسارًا مرضيًا فرديًا، منها 618 للإناث و642 للذكور، بمتوسط تسعة تشخيصات تمتد حتى عمر الـ 70 عامًا. ومن الجدير بالذكر أنه تم تحديد 70 زوجًا من المسارات المتباينة، والتي تشترك في البداية في الأعراض الشائعة في المراحل المبكرة ولكنها تتطور إلى مجموعات متميزة من الاضطرابات في الأعمار المتقدمة.

وغالبًا ما تتجاوز هذه المجتمعات طبقات عمرية متعددة، حيث يصل معدل دخول المستشفى والعقد إلى ذروته بين 60 و69 عامًا قبل أن ينخفض مع تقدم العمر.

كما كشفت الدراسة عن أزواج مسارات متباينة بين كلا الجنسين، وسلطت الضوء على الأحداث البارزة. على سبيل المثال، في الإناث المصابات بارتفاع ضغط الدم الشرياني، ظهرت مسارات تؤدي إلى مرض الكلى المزمن بين سن 20 و 29 عامًا، مما يؤكد أهمية التدخل المبكر في التخفيف من الاضطرابات اللاحقة.

وأكدت الدراسة فائدة شبكات الاعتلال المشترك ومسارات المرض في تحليل الاعتلالات المتعددة داخل السجلات الصحية الإلكترونية والسجلات السريرية، ما يوفر رؤى قيمة لممارسي الرعاية الصحية وصانعي السياسات على حد سواء.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com