زيت القلي
زيت القليمتداولة

إعادة استخدام زيت القلي تؤثر على الصحة العصبية

تعد الأطعمة المقلية عنصرًا سائدًا في النظام الغذائي حول العالم، لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنها قد تشكل مخاطر تتجاوز محتواها من السعرات الحرارية، بل قد تؤثر على الصحة العصبية.

وبحسب موقع "نيوزويك"، تشير تقارير المعاهد الوطنية للصحة إلى أن ما بين ثلث وربع البالغين حول العالم يتناولون الوجبات السريعة يوميًا، والتي تتكون غالبًا من أطعمة محضرة بطريقة القلي العميق، وهي طريقة طهي منتشرة على مستوى العالم، تستلزم غمر الأطعمة في الزيت الساخن. ولتقليل الهدر والتكاليف، تقوم المطاعم عادة بإعادة استخدام زيت القلي، ولكن الأدلة الناشئة تشير إلى أن هذه الممارسة قد تضر بالصحة.

وقد ألقت دراسة أجراها باحثون من جامعة إلينوي في شيكاغو الضوء على التأثيرات التنكسية العصبية المحتملة لاستهلاك زيت القلي العميق المعاد استخدامه. وتشير النتائج، التي سيتم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، إلى وجود علاقة مثيرة للقلق بين استهلاك الزيت المعاد تسخينه والأضرار العصبية.

وقد أجرى فريق البحث تجارب على إناث الفئران، حيث قسمها إلى خمس مجموعات، تلقت كل منها نظامًا غذائيًا مميزًا لمدة 30 يومًا. وفي حين استهلكت إحدى المجموعات الطعام القياسي وحده، تم استكمال المجموعة الأخرى إما بزيت السمسم غير المسخن، أو زيت دوار الشمس غير المسخن، أو زيت السمسم المعاد تسخينه، أو زيت دوار الشمس المعاد تسخينه. وتعرضت المجموعتان الأخيرتان لزيوت تحاكي تلك التي يعاد استخدامها عادة في ممارسات القلي.

وكشف التحليل عن وجود اختلافات كبيرة بين المجموعات، وخاصة في الفئران التي تم تغذيتها بالزيوت المعاد تسخينها، حيث أظهرت تراكمًا متزايدًا للسموم والتهابًا في الكبد، بالإضافة إلى تلف القولون. وقد لاحظ الباحثون تغيرات في استقلاب الدهون في الكبد وانخفاض نقل الحمض الدهني الأساسي أوميغا 3 في الدماغ، وكلاهما عاملان محوريان في الصحة العصبية. وارتبطت هذه التغييرات بالتنكس العصبي الملحوظ في أدمغة الفئران التي تستهلك الزيت المعاد تسخينه، وتمتد إلى نسلها.

في حين أن هذه النتائج مستمدة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات، إلا أنها تثير استفسارات مهمة حول العواقب المحتملة على صحة الإنسان نتيجة استهلاك الأطعمة المقلية في الزيت المعاد استخدامه. وشدد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من التحقيق في آثار مثل هذه الممارسات على الأمراض التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون، وكذلك حالات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.

وتمتد آثار هذه الدراسة إلى ما هو أبعد من العادات الغذائية، حيث تعمل على زيادة الوعي حول العواقب الصحية الأوسع المرتبطة بالأطعمة المقلية. ومع استهلاك جزء كبير من السكان لمثل هذه الأطعمة بانتظام، يصبح فهم المخاطر التي تنطوي عليها أمرًا ضروريًا لمبادرات الصحة العامة.

ومع استمرار الباحثين في كشف تعقيدات التأثيرات الصحية المرتبطة بالنظام الغذائي، يتم حث صناع السياسات ومتخصصي الرعاية الصحية والأفراد على حد سواء على النظر في الآثار الأوسع للخيارات الغذائية. كما أن هناك ما يبرر إجراء المزيد من الدراسات لتوضيح الآليات الكامنة وراء التأثيرات المرصودة ووضع إستراتيجيات للتخفيف من المخاطر المحتملة المرتبطة باستهلاك الأطعمة المقلية في الزيت المعاد استخدامه.

وفي ضوء هذه النتائج، قد يعيد المستهلكون النظر في خياراتهم الغذائية، إذ يعد إعطاء الأولوية لاتخاذ قرارات مستنيرة فيما يتعلق بالعادات الغذائية أمرًا بالغ الأهمية لحماية الصحة على المدى الطويل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com