مشهد من مسلسل "جودر"
مشهد من مسلسل "جودر"متداولة

"جودر".. الإبهار والتشويق يصنعان مفاجأة الموسم الرمضاني

تحوّل مسلسل "جودر" الذي يلعب بطولته النجم ياسر جلال إلى مفاجأة الموسم الرمضاني بامتياز، وتحديدًا النصف الثاني من الشهر الفضيل، حيث لم يكن يتوقع أشد المتفائلين أن يقفز العمل إلى موقع الصدارة من حيث المتابعة والإشادة، جاهيريًا ونقديًا، خاصة أنه عمل تاريخي يشتغل على "ثيمة" مستهلكة هي أجواء "ألف ليلة وليلة" التي ظن البعض خطأ أنه لم يعد بمقدورها أن تقدم الجديد.

على مستوى الحكاية والأحداث، نجح السيناريست أنور عبد المغيث في خلق أجواء من "التشويق" والأحداث المتصاعدة التي تحبس الأنفاس على نحو يليق بمسلسل قصير مكون من 15 حلقة فقط دون إطالة أو ثرثرة جانبية لمجرد ملء الحلقات.

يعود المسلسل إلى فكرة الصراع بين الخير والشر في صورتهما الأولى الناصعة القوية من خلال قوى أسطورية وقدرات خارقة تجعل المواجهة بينهما مثيرة وجولات النزال محتدمة بين فريق الأشرار ويمثله الجن الخبيث وفريق الأخيار ويمثله شيخ صوفي صاحب كرامات، قدّم شخصيته باقتدار لافت عبد العزيز مخيون، بمعاونة بعض الطيبين من الجن كذلك.

ويمثل "جودر" بطيبته وشهامته مركز الصراع بين الفريقين، فالجن يريد استباحة دمه وإزهاق روحه لكي يفك "الرصد" المحيط بكنوز خفية لا حصر لها، أما الأخيار فيريدون حمايته؛ لأنه يمثل حالة استثنائية من النقاء والبراءة.

ولم يكن لهذا التشويق أن يحظى بالتأثير المطلوب في نفوس المشاهدين لولا عنصر "الإبهار البصري" الذي جسده المخرج إسلام خيري عبر الديكورات المصممة ببراعة وأعمال الجرافيك والمونتاج ذات الحرفة العالية، فضلا عن المصداقية في تنفيذ المعارك التي تتنوع الأسلحة فيها من تنانين وخيول محلقة في السماء وكرات بلورية تمثل كوكب الأرض وأسماك وأشجار ناطقة وألغاز على البطل حلها كي يخرج من مدن الأشباح سالمًا.

ومن الواضح للغاية أن صناع المسلسل على مستوى الحبكة المشوقة واللغة البصرية المبهرة قد استفادوا للغاية من سلسلتي أفلام "هاري بوتر" على صعيد قوى السحر ووصفاته وتعاويذه و"سيد الخواتم" على مستوى الحروب الفانتازية الخارقة للطبيعة بصبغة ملحمية قتالية.

وفيما يتعلق بالشخصية المحورية، نجح العمل في تقديم الوجه الإنساني لشهريار كرجل مهان في كرامته والتركيز على أزمته كملك مخدوع خانته إحدى زوجاته فأصيب بعقدة نفسية. وظهر ياسر جلال بعمره الحقيقي كرجل خمسيني وهو يجسد شخصية الملك، لكنه حين جسد شخصية "جودر" تدخلت حيل الذكاء الاصطناعي ليبدو أصغر سنا ويناسب براءة وأحلام العشرينيات.

وبينما جاء تجسيد ياسمين رئيس لشخصية "شهرزاد" نمطيًا لا يحمل الكثير من العمق أو البصمة الخاصة، قدمت النجمة نور دور عمرها في شخصية "شواهي" ملكة الجن التي يحلو لها أن تتقمص شخصية "إنسية" عاشقة. وأبدعت "نور" في إبراز فكرة الشر حين يكون جميلًا مغويًا وبهيًا لكن ما إن نقترب منه حتى نحترق في نيرانه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com