فيلم "ميغالوبوليس".. المدينة الفاضلة برؤية المخرج "فرنسيس كوبولا"

لطالما أعلن المخرج الأمريكي فرنسيس فورد كوبولا عن طموحه بأن يبصر فيلمه "ميغالوبوليس" النور، وبأنه سيضع فيه كل ما تعلمه عن السينما، وأن ذاك الشريط سيكون تتويجاً لأسلوبه الفريد وطموحه الفني.

ورغم أن ذاك الفيلم اعتبر ملعوناً، إذ إن فكرته والتخطيط له بدأ منذ الثمانينيات، إلا أن كوبولا تحرر مما كان يقيِّده بأن أنتجه بنفسه، رغبةً منه في تصوير المدينة الفاضلة وفق رؤيته الخاصة والمعاصرة بحيث تكون نيويورك مستقبلاً هي مسرح أحداث فيلمه.

فيلم "ميغالوبوليس" (Megalopolis) ينتمي إلى تصنيف الخيال العلمي، ويمكن القول إنه يتمحور حول ملحمة رومانية تجري أحداثها في العصر الحديث، حيث تتعرض مدينة نيويورك إلى كارثة مصيرية تنهار على إثرها تماماً، ليجد أحد المهندسين المعماريين نفسه مضطراً إلى بذل العديد من المحاولات لإعادة بناء المدينة بطريقة أقرب إلى المثالية، مما يتعارض مع حقيقة أن المدينة يسكنها أناس غير قادرين على حل مشكلاتهم، يتأرجحون بين الطموح والنزاعات ومنهم عمدة المدينة الذي يمتلك أفكاراً أخرى تتناقض مع المهندس الطموح.

الشريط السينمائي الذي كلَّف إنتاجه 120 مليون دولار، بحسب مخرجه، يتضمن أيضاً قصة حب لامرأة في ولائها لرجلين، كل منهما حامل لمبدأ فلسفي خاص به، أحدهما هو والدها الذي قام بتربيتها، وعلمها اللغة اللاتينية، وكرس نفسه لوجهة نظر كلاسيكية عن المجتمع، والآخر حبيبها، لكنه في الوقت نفسه عدو أبيها، وملتزم بفكرة أكثر تقدمية منه بكثير، لدرجة أنه يقول في أحد حواراته: "دعونا نقفز إلى المستقبل، دعونا نقفز فوق كل هذه القمامة التي لوّثت البشرية لمدة 10000 عام، دعونا نكتشف ما نحن عليه حقًّا، أي كائنات مستنيرة وودودة وسعيدة".

أما رسالة الفيلم وهدفه الرئيس، فهو ما أجاب عنه كوبولا في لقاءٍ أجراه مع مجلة دبليو (W Magazine) وقال فيه: إن ذاك يتمحور حول طرح تساؤل "هل المجتمع الذي نعيش فيه هو الوحيد المتاح لنا؟ ثم ماذا لو أن المدينة الفاضلة ليست مكاناً حقيقيًّا قابلاً للإنشاء؟ كيف سيمكننا حينئذ تحسين كل شيء من حولنا؟".

وعند سؤاله عن سعادته لتحقيق "فيلم الأحلام" كما وصفه ذات مرة، قال مخرج "أبوكالبيس ناو" Apocalypse Now: "لا أبحث عن المزيد من جوائز الأوسكار ولا أسعى لكسب المال، أريد فقط إرواء شغفي الفني، وأن أقول للشركات المنتجة التي تخشى الرهان على الأفكار التي تسبح ضد التيار بأن الأفكار القادمة من المستقبل تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار".

كوبولا بفيلم ميغالوبوليس يعود إلى مهرجان "كان" بدورته الـ77 بعد 45 عاماً على نيله السعفة الذهبية عن رائعته "القيامة الآن"، ومجموعة كبيرة من النقاد تتنبأ بحصوله على العديد من الجوائز، وهناك من يقول بأن هذا الشريط قد يكون العمل الختامي لمسيرة سينمائية امتدت أكثر من 60 عاماً.

يذكر أنه يشارك في بطولة الفيلم كل من تاليا شاير، وشيا لابوف، وآدم درايفر، وناتالي إيمانويل، وجيسون شوارتزمان، وغريس فاندروال، وكاثرين هانتر، وجيمس ريمار.