دراسة: توتر الآباء مرتبط باستعمال أطفالهم للأجهزة الإلكترونية

كشفت دراسة، أجريت في سويسرا، عن وجود علاقة ملحوظة بين مستويات التوتر لدى الآباء والوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات، سواء التلفاز أو الوسائط الرقمية.

وأكدت الدراسة التي نشرها موقع psypost التأثير المتزايد للوسائط الرقمية المتعددة في حياة الأطفال الصغار، إلى جانب أثرها على حياة الأسرة.

وبحثت الدراسة في عادات الأطفال الصغار وأولياء أمورهم في ما يتعلق باستخدام الوسائط المتعددة، التي تشتمل على محتوى رقمي متنوع يمكن الوصول إليه من خلال أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، بما فيها البرامج التلفزيونية والأفلام وألعاب الفيديو ومقاطع الفيديو عبر الإنترنت.

ومع تزايد انتشار وسائل الإعلام على الشاشات، ظهرت مخاوف بشأن آثارها على صحة الأطفال ونموهم وسلوكهم.

وشملت الدراسة 462 شخصا من أهالي أطفال لا تزيد أعمارهم على 3 سنوات، وامتدت لمدة 10 أشهر، حيث قدم المشاركون بيانات عن الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات، ومستويات التوتر العائلي، والمواقف تجاه وسائل الإعلام المعروضة على الشاشة من خلال استبانات عبر الإنترنت.

وكشفت النتائج عن وجود علاقة إيجابية بين ضغوط الوالدين ووقت الأطفال أمام الشاشات، إذ يميل الأطفال الصغار الذين أبلغ آباؤهم عن ارتفاع مستويات التوتر لديهم إلى قضاء المزيد من الوقت في التعامل مع الوسائط المتعددة.

علاوة على ذلك، لعبت مواقف الوالدين تجاه الوسائط المتعددة دورًا مهمًا في هذه العلاقة، حيث كان لدى الآباء آراء أكثر إيجابية تجاه هذه الوسائط ما يسمح لأطفالهم بتمديد وقت الشاشة، خاصة خلال فترات التوتر الشديد.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسة وجدت أن الأطفال الأكبر سنا يميلون إلى قضاء المزيد من الوقت أمام الشاشات، على الرغم من أن وقت الشاشة لم يكن مرتبطا بتعليم الوالدين أو مستويات الدخل.

وخلص الباحثون إلى أن ضغوط الوالدين ومواقفهما تجاه وسائل الإعلام تؤثر على الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، ما يشير إلى أن وسائل الإعلام قد تكون بمثابة آلية تكيف لبعض الآباء، بوصفها "لهاية العصر الحديث".

وقد تختلف النتائج باختلاف السياقات الثقافية والفئات العمرية، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم تعقيدات استخدام الوسائط المتعددة بين الأطفال بشكل كامل وآثارها على حياة العائلة ورفاهيتها، وفقا للدراسة.