مرض هنتنغتون
مرض هنتنغتونمتداولة (تعبيرية)

اكتشاف جزيئات في الجسم قادرة على مقاومة مرض هنتنغتون

كشف العلماء في معهد وايزمان للعلوم عن جزيئين صغيرين قادرين على اختراق الحاجز الدموي الدماغي الهائل لدى الفئران. وتُظهر هذه الجزيئات قدرة ملحوظة ليس فقط على إبطاء تطور مرض هنتنغتون، بل أيضًا عكسه، وهو اضطراب تنكس عصبي غير قابل للعلاج.

وسلطت الدراسة، التي نشرها موقع medicalxpress، الضوء على مكافحة مرض هنتنغتون، الذي يتميز بالحركات اللاإرادية وزيادة القلق، ويظهر عادةً في سن الأربعين تقريبًا. وينجم هذا المرض عن التكرار غير الطبيعي لجزء من الحمض النووي في جين هنتنغتين؛ ما يساهم في تكوين بروتينات سامة داخل الدماغ، ما يؤدي إلى تدهور عصبي شديد والوفاة في نهاية المطاف.

وقد أثبتت إستراتيجيات العلاج السابقة التي تستهدف جوانب مختلفة من المرض أنها غير كافية، حيث تواجه التدخلات المباشرة ضد بروتين هنتنغتين المتحور تحديات في التمييز بين المتغيرات الطبيعية والشاذة.

وبناءً على التحقيقات السابقة، حدد الباحثون في المعهد جزيئات صغيرة قادرة على تثبيط بروتين هنتنغتين المتحور بشكل انتقائي، مع الحفاظ على سلامة وظائف البروتين الطبيعية.

وللتوسع في هذا الأساس، قام الباحثون بتقييم 17 جزيئًا متشابهًا من الناحية الهيكلية، لتحديد أقوى مثبطات لبروتين هنتنغتين المتحور. ومن خلال التجارب الدقيقة على مزارع الخلايا من نماذج الفئران والمرضى من البشر، ظهر جزيئين من الرصاص، أثبتا دقةً ملحوظةً في استهداف البروتين المسبب للمرض.

كما أظهرت التجارب اللاحقة التي أجريت على الفئران المعدلة وراثيا، باستخدام الحقن المباشر للدماغ، فعالية الجزيئات المختارة في التخفيف من تطور المرض، وتعزيز التعبير عن الجينات الحاسمة الوقائية للأعصاب. وقد كشفت التقييمات السلوكية عن تحسينات ملموسة في مستويات القلق والتنسيق الحركي بين الفئران المعالجة، حتى في مراحل المرض المتقدمة.

ولمعالجة المخاوف المحيطة بجدوى هذه العلاجات، استكشف الباحثون طرق استخدامها، بما في ذلك عن طريق الفم والحقن تحت الجلد. ومن المشجع أن كلتا الطريقتين أسفرتا عن نتائج واعدة؛ ما يؤكد قدرة الجزيئات على اجتياز الحاجز الدموي الدماغي دون تغيير، وبالتالي تقديم سبل محتملة للتدخلات العلاجية.

في حين أظهر أحد الجزيئين تأثيرات علاجية قوية بجرعات منخفضة، وإن كان ذلك مع تفاعلات جينية أوسع، أظهر الجزيء الآخر فعالية مستهدفة دون إحداث آثار جانبية ضارة. والأهم من ذلك، أن تناول الدواء عن طريق الفم في نماذج المرض في المراحل المبكرة كشف عن فوائد مستدامة، إذ أظهرت الفئران المعالجة أعراضًا مخففة وحافظت على الوظيفة العصبية بمرور الوقت.

وتعليقًا على الآثار المترتبة على النتائج التي توصلوا إليها، أعرب الباحثون عن تفاؤلهم بشأن احتمال الاستفادة من الجزيئات الصغيرة لمعالجة آليات المرض المعقدة بدقة وفعالية، وشددوا على الإمكانات التحويلية لهذه النتائج في تطوير الأساليب العلاجية لمرض هنتنغتون، وربما الاضطرابات العصبية الأخرى.

وتبشر الدراسة بحدود جديدة في علاج مرض هنتنغتون؛ ما يوفر أملًا متجددًا للمرضى الذين يتصارعون مع هذه الحالة المدمرة. ومع استمرار الجهود لتحسين هذه الاكتشافات وترجمتها إلى تطبيقات سريرية، فإن احتمال التوصل إلى علاج أكثر فعالية ويمكن الوصول إليه لمرض هنتنغتون يقترب أكثر من أي وقت مضى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com