يطرح المؤلف والسينارست محمد هشام عبية في أحدث أعماله "صلة رحم " قضية شائكة ملتبسة هي تأجير الأرحام من منظور إنساني درامي. وأثار المسلسل الذي يُعرض حاليا جدلا واسعا وهو من بطولة إياد نصار ويسرا اللوزي.
"إرم نيوز" يحاور الكاتب الذي تحظى أعماله الرمضانية بردود أفعال قوية كما في مسلسل "بطلوع الروح" للنجمة مني شلبي و"رسالة الإمام" للنجم خالد النبوي.
كيف جاءتك فكرة العمل؟
الفكرة كانت لدى الشركة المنتجة "صادق الصباح" لكنها فكرة لاتزيد عن كلمتين فقط، مشروع درامي يناقش قضية تأجير الرحم. عندما عرضوا علي الفكرة تحمست للغاية، لأني كنت قد اطلعت على تحقيقات صحفية سابقة تناقش الموضوع، ووجدت فيما قرأت مادة درامية ثرية.
هل تسعى وراء الإثارة؟
أعشق الجرأة وتستهويني الإثارة في الأعمال الدرامية، لكنها إثارة التفكير والدعوة لإعمال العقل وبالتالي لا أستهدف إثارة الجدل وإنما الدعوة إلى إعادة النظر فيما نعتقد أنه راسخ وثابت وهذا أحد أهداف الفن بشكل عام. كما أني أميل دوما إلى طرق أفكار تتعلق بالإنسان وقرارته والنقطة الفاصلة التي تغير من حياته كلية. والمسلسل قد يبدو فقط أنه يتحدث عن تأجير الأرحام لكنه أيضا يناقش أكثر من معضلة تتعلق بمفهوم الحب والأسرة والقدر والقرار.
ما الهدف من ظهور الداعية الشهير الشيخ خالد الجندي في المسلسل؟
قضية تأجير الأرحام تثير الجدل فقهيًا وقانونيًا ومجتمعيًا وتم اللجوء للشيخ خالد الجندي في أحد المشاهد لأنه عالم أزهري ذو جماهيرية وقبول، كما أنه يتصف بالصبر واللين في نقاشه.
إلى أيّ حد جسد فريق التمثيل الأفكار والشخصيات التي وضعتها على الورق؟
صدقا، كل الممثلين قدموا أدوارهم باقتدار بل وأضافوا من روحهم سمات إنسانية قوية إلى ما كان مكتوبا في النص. وأحب هنا أن أشيد بالفنان إياد نصار الذي قدم دورا صعبا ومركبا ومليئا بالطبقات والمشاعر المتصارعة.
وقدمت الفنانة يسرا اللوزي باقتدار دورا قاسيا وعاصفا على أي أم تتعرض لاستئصال الرحم. وكذلك أسماء أبواليزيد التي أضافت بتلقائيتها حسا طبيعيا وإنسانية فريدة إلى الشخصية. أما الفنان محمد جمعة فقدم دورا أعتقد أنه جريء وغير مسبوق يتعلق بكونه طبيب يمارس الإجهاض ولكن وفقا لمبادئه الخاصة وليس بغرض التكسب أو الاستغلال.
وماذا عن تعاونك مع مخرج المسلسل تامر نادي؟
كان أكثر من رائع، فقد تعامل تامر نادي بحساسية سينمائية واضحة مع المسلسل وكان خير داعم للمشروع والسيناريو في جميع مراحله.
للمرة الثالثة على التوالي تقدم عملا مكونا من 15 فقط.. هل تخشى الإطالة والحشو؟
القصيرة هي فعلا المفضلة لي وأعتقد أني لن أخوض كتابة مسلسلات أطول من 15 حلقة إلا في ظروف استثنائية وقاهرة. أجد نفسي أكثر في المسلسلات القصيرة وأستطيع فيها التعبير عن أفكاري وتشبيك علاقات الأبطال بشكل أكثر متعة ودقة.
بصراحة، ما هي أبرز عيوب الدراما المصرية؟
أراهن بشدة على المنصات في أن تزيح الكثير من السلبيات من على عاتق الدراما المصرية، فتصبح أكثر جرأة وتنوعًا وعصرية وهو ما يحدث بالفعل حاليا.
ثمة إشادة بأكثر من مسلسل في الموسم الحالي يقوم على أسماء كتاب ومخرجين جدد وممثلين شباب وجميعها تقريبا تناقش موضوعات بعمق وبجرأة. ميزة الدراما المصرية أنها متجددة كنهر وأعتقد أنها ستظل دوما تعالج مواضع العطب فيها حتى لو استغرق هذا وقتا.
ماذا عن استحواذ أجور النجوم على الجزء الأكبر من ميزانية المسلسل ولا يتبقى الكثير لبقية صناعه وعناصره ومنهم المؤلف؟
استحواذ النجوم على أجور كبيرة هو أمر يحدث غالبا في مصر وكافة دول العالم المنتجة لأعمال درامية وسينمائية. أعتقد أن الأهم من مسألة أجور المؤلفين هو النظرة للمؤلف وتقديره وسط مربع العمل الفني الذي يتكون من المؤلف والمخرج والمنتج والفنان، فالمؤلف باستثناءات قليلة هو آخر طرف ينظر له باهتمام في هذه المنظومة رغم أن كلمة البدء تكون منه.
أخيرًا، ما هو مشروعك القادم؟
لديّ أكثر من مشروع درامي قصير قيد التحضير منهم عمل مشترك مع الصديق وائل حمدي لتحويل رواية "دم على نهد" لإبراهيم عيسى لمسلسل قصير، وكذلك أعمل على مسلسل قصير بعنوان "ليالي العصفورية" عن رواية "إيزيس كوبيا" للكاتب الجزائري واسيني الإعرج والتي يتناول شيئا من مسيرة الأدبية مي زيادة.