فحص نقص المناعة البشرية
فحص نقص المناعة البشريةمتداولة

ثلث مرضى نقص المناعة البشرية يتم تشخيصهم في مرحلة متقدمة في فرنسا

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه على الرغم من الجهود المبذولة في الفحص والحصول على الرعاية، فإن نحو ثلث مرضى فيروس نقص المناعة البشرية يتلقون تشخيصات في مرحلة متقدمة من الإصابة، وهو رقم مرتفع باستمرار على مدى السنوات الأربع عشرة الماضية.

من جانبها، تؤكد صوفي غرابار، طبيبة الصحة العامة في مستشفى إنسيرم وسانت أنطوان، على عدم وجود تحسن في هذا الاتجاه، على الرغم من سياسات الرعاية الصحية المختلفة المطبَّقة لمعالجته.

وبحسب الصحيفة، وتؤكد النتائج، التي تم الكشف عنها خلال مؤتمر صحفي عقدته الوكالة الوطنية لأبحاث الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي - الأمراض المعدية الناشئة، على الحاجة الماسة إلى تعزيز الاستراتيجيات في الكشف المبكر وبدء العلاج، موضحة أن البيانات المأخوذة من مجموعة تضم 64400 مريض بفيروس نقص المناعة البشرية، والتي امتدت من عام 2002 إلى عام 2016، كشفت أن 28.4% حضروا إلى المستشفيات في مراحل مرضية متقدمة، الأمر الذي يشير إلى وجود فجوة حرجة في التدخل في الوقت المناسب.

وأضافت الصحيفة أنه علاوة على ذلك، فإن تأثير التشخيص في المراحل المتأخرة على معدلات الوفيات مذهل، حيث يواجه المرضى الذين يدخلون المستشفيات مصابين بالإيدز مخاطر وفاة أعلى بكثير، مقارنة بأولئك الذين تم تشخيصهم مبكرًا.

وكشفت متابعة الدراسة حتى 31 أيلول /ديسمبر 2021 عن معدل وفيات تراكمي بنسبة 6% بعد خمس سنوات للمرضى المصابين بالإيدز عند دخولهم المستشفى، وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين خضعوا للتدخل المبكر يواجهون معدلات وفيات أقل بكثير، ما يسلط الضوء على الأهمية الحاسمة للتشخيص في الوقت المناسب وبدء العلاج.

وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من الآمال المعلقة على إدخال العلاج بمثبط الإنزيم التكاملي منذ عام 2014، والذي يهدف إلى تحسين النتائج للمرضى الذين تم علاجهم حديثًا، فإن الدراسة تظهر بشكل مخيب للآمال عدم وجود انخفاض كبير في مخاطر الوفيات المرتبطة بالتشخيص في المراحل المتأخرة، بغض النظر عن تقدم العلاج.

وأفادت "لوموند" بالخسارة الفردية والجماعية الناتجة عن تأخر الوصول إلى الرعاية، الأمر الذي لا يزيد من مخاطر الوفيات فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى إدامة انتقال العدوى، ولا سيما أن العلاج المبكر بمضادات الفيروسات القهقرية لا ينقذ الأرواح فحسب، بل يمنع أيضا المزيد من العدوى، ما يؤكد ضرورة التشخيص المبكر للتخفيف من عبء فيروس نقص المناعة البشرية.

كما توفر دراسة غير منشورة رؤى حول الملامح الاجتماعية والديموغرافية للأفراد الذين تم تشخيصهم في مراحل متقدمة، كاشفة عن التفاوتات العمرية والمخاطر الأعلى بين مجموعات ديموغرافية محددة، مثل الأفراد الأكبر سنًّا، وبعض المجموعات السكانية العرقية والجغرافية.

وتؤكد التحديات التي تواجه الوصول إلى هؤلاء السكان الحاجة المستمرة لاستراتيجيات مبتكرة لتعزيز فحص فيروس نقص المناعة البشرية والحصول على الرعاية.

وخلصت "لوموند" إلى أنّ الوضع في فرنسا يعكس اتجاهات أوسع في مختلف أنحاء أوروبا وأفريقيا، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى أساليب متعددة الأوجه للحد من التشخيص في مراحل متأخرة، وتحسين نتائج فيروس نقص المناعة البشرية على مستوى العالم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com