الناقلات الخليجية تعاني من تراجع أسعار النفط
الناقلات الخليجية تعاني من تراجع أسعار النفطالناقلات الخليجية تعاني من تراجع أسعار النفط

الناقلات الخليجية تعاني من تراجع أسعار النفط

تعاني الخطوط الجوية الشرق أوسطية متصاعدة النمو، من اضطرابات نادرة، نتيجة انخفاض أسعار النفط والنفقات، ما غيّر من أدائها المنافس للخطوط الجوية الأمريكية والأوروبية؛ صاحبة الإرث التاريخي، فيما تُثار تساؤلات عن واقع الخطوط الخليجية.

وبحسب تقرير صحفي، فالأمر لا ينعكس بشكل مشابه على كافة الخطوط، حيث تقول شركة خطوط دلتا الجوية إنها تتوقع توفير 3 مليارات دولار من تكاليف الوقود فقط لهذه السنة، إلا أن كلاً من شركات طيران الإمارات في دبي، والاتحاد في أبو ظبي، والخطوط الجوية القطرية تعتمد على شركات السفر داخل وخارج الشرق الأوسط لحجز أغلب مقاعد رحلاتها المتأثرة من جانبها سلبًا بانهيار سوق النفط.

ونشرت صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" تقريرًا تتناول فيه أثر الانخفاض الحاد لأسعار النفط مؤخرًا على المؤشرات الاقتصادية لقطاع النقل الجوي عالميًا، التي تشكل تكاليف الوقود فيه أكبر المصاريف، ما يعد تطورًا إيجابيًا للخطوط الجوية على العموم، حيث تضاعفت أرباح الصناعة العالمية في العام 2015، ليبلغ مستوى قياسيًا مقداره 33 مليار دولار من العام السابق حسب اتحاد النقل الجوي الدولي.

في حين حققت الخطوط الجوية الخليجية نموًا ضخمًا خلال العقد الماضي، وشكلت مطاراتها مراكز انتقالية في طرق السفر الطويلة بين آسيا وأوروبا، وصرفت مبالغ ضخمة على طائرات جديدة ومطورة واستفادت من نفقات دولها الغنية بالنفط على البنية التحتية.

وكما حدث في جميع القطاعات الخدمية، يتم توفير نفقات المال على الوقود بشكل واضح مع انخفاض أسعارها، لكن رئيس مجلس إدارة طيران الإمارات، أكبر شركة دولية للنقل الجوي، تيم كلارك، قال أثناء مؤتمر الطيران في برلين الشهر الماضي "إن أسعار النفط المنخفضة تلعب دور السيف ذي الحدين.. الحجوزات من الشركات المعنية في قطاع الطاقة أهم العملاء المستثمرين في الإمارات اختفوا تقريبًا مع انهيار أسعار النفط الخام".

بينما أضاف الرئيس التنفيذي لطيران قطر أكبر البكر، في ذات المؤتمر "هناك انخفاض في العائدات الرئيسة نتيجة للميزانيات المتحفظة للشركات الكبرى متعددة الجنسيات بسبب انخفاض أسعار النفط.. ويترادف مع انخفاض أسعار النفط، انخفاض في الرحلات التجارية".

إلا أن آثار تخفيض النفقات لم تظهر بعد على المرافق الخليجية، حسب البكر الذي أكد أن التوسع في مركز المطار الجديد في الدوحة لخطوطه الجوية ينجز تمامًا كما تم التخطيط له لمضاعفة طاقته الاستيعابية قبل نهاية هذه السنة.

وتحاول خطوط الطيران التعويض عن الخسائر من انخفاض سفر رجال الأعمال في المنطقة بحركة النقل الجوي الأقل ربحًا التي تجعل مسقط مركزًا للرحلات بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.

في ذات السياق قال الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الوطني العُماني بول جريجوروتش "إن حكومة عُمان الغنية بالنفط تخفض المصاريف في جميع المجالات، ومن ضمنها الحد من السفر في الدرجة الأولى".

بدوره يتوقع كلارك "أن طيران الإمارات، الحائز على أعلى الإيرادات عادة، أن تكون عائداته للسنة المالية المنتهية في 31 آذار جيدة، بينما يرجح اتحاد النقل الجوي الدولي تحقيق الخطوط الجوية الشرق أوسطية أرباحًا بقيمة 1.4 مليار دولار، بنسبة 55% أعلى من أرباح السنة الماضية".

وعلى صعيد متصل، ساعدت أسعار النفط المنخفضة الطيران الأمريكي بالإضافة للطيران الكندي على تحصيل 19.4 مليار دولار من صافي الربح، بارتفاع نسبته 73% في 2015. أما الطيران الأوربي فحقق تضاعفًا لأرباحه لتصل 6.9 مليار دولار.

أما بالنسبة للمدراء التنفيذيين الغربيين الذين اتهموا الشركات في الشرق الأوسط لوقت طويل بما نفته من الاستفادة غير العادلة من الدعم الخفي للأطراف الحكومية، فقد رحبوا بالتغيير الجديد للأحداث. لكن نتيجة لتناقص عائدات النفط في المنطقة قامت الحكومات بتقليل الميزانيات جذريًا، مما سيهدد الاستثمار في الصناعات، من ضمنها المطارات والطرق، الأساسية لنمو القطاع.

وعلّق الرئيس التنفيذي لطيران فرنسا الكساندر دي جونياك "الانخفاض في أسعار النفط الملحوظ بشكل واضح تخلق بيئة اقتصادية مختلفة لهذه المدن فيما يتعلق بخطوط طيرانها".

وتلمس الخطوط الجوية خارج المنطقة نفس الأثر. فوفقًا للمدير في شركة أوليفر وايمان للاستشارات خالد عثمان، تعاني الولايات المتحدة الأمريكية بشكل رئيس في هيوستن، حيث ينخفض نمو القدرة الاستيعابية للمطار بشكل ملحوظ، حيث زادت القدرة الاستيعابية لمطار هيوستن 0.6 % فقط، مقارنة مع النمو بنسبة 4.6% لمجمل المطارات الأمريكية.

وأشار عثمان إلى أجدد البيانات المتاحة من الحكومة الأمريكية أن "الإنتاجية، التي تمثل مقياسًا لعائدات التذاكر، انخفضت بنسبة 6.3% في الربع الثالث في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب احتفاظ الخطوط الجوية على جزءٍ من مدخراتها المصروفة على الوقود. لكن عائدات التذاكر في هيوستن انخفضت 11.9%".

وعانت مؤسسة أرصدة الاتحاد القاري، أكبر مشغل في هيوستن، من انخفاض تجاري بنسبة 20% من عملاء الطاقة وقالت الأسبوع الماضي إنها ستحافظ على سعتها كما هي أو تقللها في هذه السنة بعد تخطيطها لزيادة الطيران في المركز بنسبة 3% في سنة 2016.

وقلصت الخطوط الجوية البريطانية من سعتها في الرحلات لهيوستن بعد انخفاض إيرادات الوحدة بشكل كبير. كما قامت الخطوط الجوية الملكية الهولندية بتعليق رحلاتها إلى دالاس هذه السنة من مركزها في أمستردام وقللت خدماتها لهيوستن إلى رحلة واحدة في اليوم بعد أن كانت رحلتين كصورة من التأقلم الأوروبي مع الوضع.

كما أوقفت الخطوط الجوية الاسكندنافية في شهر تشرين الأول الماضي جميع رحلاتها بدرجة رجال الأعمال بين مركز الوقود النرويجي ستافانجر وهيوستن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com