سلّطت دراسة جديدة، نشرها موقع "sciencedaily"، الضوء على المشهد الدقيق لفقدان السمع المرتبط بالعمر، كاشفة عن عوامل الخطر المميزة بين الذكور والإناث.
وأكدت الدراسة التي أجراها دونج وونام من مستشفى جامعة "تشونجبوك" في كوريا الجنوبية، على أهمية فهم التأثيرات الخاصة بالجنس على صحة السمع.
يشكل فقدان السمع المرتبط بالعمر، الذي يتميز بالانخفاض التدريجي في إدراك الصوت عالي التردد، تحديات كبيرة للتواصل والصحة العقلية. ومع تهديد إصابة 1 من كل 5 أفراد تقريبًا في جميع أنحاء العالم بفقدان السمع، فإن الكشف المبكر واتخاذ التدابير الوقائية أمر بالغ الأهمية، نظرًا لطبيعة فقدان السمع التي لا رجعة فيها.
ويهدف البحث إلى تمييز العوامل الأكثر ارتباطًا بفقدان السمع المرتبط بالعمر واستكشاف كيفية اختلاف هذه العوامل بين الجنسين. ومن خلال تحليل بيانات الفحص الصحي الشاملة، بما في ذلك التاريخ الطبي واختبارات الدم وتقييمات تكوين الجسم واختبارات السمع الأساسية، حدد الباحثون اختلافات ملحوظة في عوامل خطر فقدان السمع المرتبط بالعمر.
وفي حين أظهرت بعض العوامل ارتباطات متسقة مع فقدان السمع المرتبط بالعمر بين الجنسين، أظهرت عوامل أخرى أنماطًا خاصة بالجنس. على سبيل المثال، ارتبطت حالة نقص الوزن بشكل كبير بمرض فقدان السمع المرتبط بالعمر لدى الذكور، في حين ارتبط انخفاض الوزن والسمنة بزيادة المخاطر لدى الإناث. بالإضافة إلى ذلك، ظهر التدخين كعامل خطر بالنسبة للذكور فقط، مع ملاحظة ارتفاع معدل انتشاره بين المشاركين الذكور.
ومن المثير للاهتمام، أن الإناث اللاتي عانين من بداية الحيض في وقت مبكر وُجد أنهن أقل عرضة للإصابة بفقدان السمع المرتبط بالعمر في وقت لاحق من الحياة، مما يشير إلى تأثير وقائي محتمل لهرمون الأستروجين، وهو هرمون مرتبط بالصحة الإنجابية.
وعلى الرغم من أن الدراسة لا تثبت علاقات سببية بين هذه العوامل وفقدان السمع المرتبط بالعمر، إلا أنها تؤكد أهمية إجراء مزيد من البحوث للتحقق من صحة هذه النتائج وتوضيحها. ومع ذلك، يدعو المؤلفون إلى دمج تقييمات سلوك التدخين، وحالة الوزن، وتاريخ الحيض في بروتوكولات الفحص لتعزيز الكشف المبكر والتدخلات الوقائية لفقدان السمع المرتبط بالعمر.
مع استمرار شيخوخة سكان العالم، أصبحت الجهود المبذولة لمعالجة المخاوف الصحية المرتبطة بالعمر، بما في ذلك فقدان السمع، ذات أهمية متزايدة للحفاظ على الصحة العامة. ومن خلال التعرف على عوامل الخطر الخاصة بنوع الجنس ومعالجتها، يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية تصميم تدخلات للتخفيف من تأثير فقدان السمع المرتبط بالعمر وتحسين نوعية الحياة للأفراد مع تقدمهم في السن.