صورة تعبيرية
صورة تعبيريةمواقع التواصل الاجتماعي

كيف يساهم الأدب في تعزيز صحتنا النفسية؟

يرى أنغوس فيلتشر - أستاذ علم السرد والقصة بجامعة أوهايو – أن الأدب قادر على تطوير الذات وتعزيز الصحة النفسية والعقلية والبدنية، فمختلف أشكال الأدب تطلق الخيال وتنشط الدماغ، حتى الأعمال الأدبية المأساوية مثل ماكبث، والحرف القرمزي والطاعون.

ويشدد فيلتشر على أهمية الأدب في ظل تنامي المخاوف من طغيان "الذكاء الاصطناعي" ومدى تأثيره على الجنس البشري.

ويعتقد أن الكتاب العظماء على مرّ آلاف السنين قدموا حلولًا للمشكلات التي لم يدركها الناس وقتئذ، مستخدمين قوة مبادئ علم الأعصاب التي لم يتم اكتشافها آنذاك.

إننا بحاجة إلى السؤال: ماذا لو؟ في كل مناحي حياتنا حتى نتخيل ما يمكن أن يحدث، خارج الظروف العادية، وأن نكون قادرين على بناء عوالم جديدة باستمرار.

ووفق صحيفة "الشرق الأوسط"، يركز أنغوس فيلتشر على "كيفية عمل أدمغتنا" من خلال قراءة الأدب، وممارسة عملية السرد. على سبيل المثال، فقد رصد كيف استخدم أدباء القرن التاسع عشر عنصر التشويق وبعض المتعة في السرد التي تنشط هرمون "الدوبامين" لجذب جمهور مختلف على اختلاف طبقاته.

وينوّه في أحدث كتبه "التفكير القصصي: علم جديد للإبداع السردي"، إلى أن "الإنسان يفكر بطريقتين مختلفتين: المنطق الرياضي والسرد القصصي". فطريقة المنطق تقوم على المعادلات والتفكير الترابطي، بينما طريقة القصة هي التجربة، والتكهنات السببية، التي تنبع أساساً من السؤال: ماذا لو؟.

إننا بحاجة إلى السؤال: ماذا لو؟ في كل مناحي حياتنا حتى نتخيل ما يمكن أن يحدث، خارج الظروف العادية، وأن نكون قادرين على بناء عوالم جديدة باستمرار.

هناك ثلاث مهارات أساسية لتحسين القدرة على السرد والتفكير القصصي، بحسب فيلتشر، أولها إعطاء الأولوية للاستثناء، كالعثور على ما هو غير متوقع، مفاجئ وغريب، أو صادر وبغيض. ثانيًا، تغيير المنظور فعليك أن تتخيل أنك شخص مختلف تمامًا، ليس فقط بالتعاطف مع الآخر ولكن بنوع من التقمص للآخر. أخيرًا، العمل على تأجيج الصراع السردي، واختبار أفكار وسيناريوهات تأخذك بجرأة.. "حيث لم يذهب أحد من قبل".

صورة تعبيرية
صورة تعبيريةمواقع التواصل الاجتماعي

الوجود المنسي والمكبوت

يعتبر السرد القصصي منهجًا إنسانيًا في "التفكير" وأداة "معرفية – تمثيلية" نعطي بها شكلا ومعنى للواقع الذي ندركه. اليوم، صار السرد إحدى التيمات الأساسية في كتابة التاريخ والصحافة، الإعلام والسياسة والتسويق التجاري وغيرها، ربما لهذا السبب يجب أن يدرّس الأدب مثل العلم تمامًا، وهو أحد أهداف كتاب فيلتشر الجديد.

مع انتشار العصر الرقمي و"الذكاء الاصطناعي" سيزداد الاهتمام بالسرد باطراد بوصفه أهم خاصية للإنسان المعاصر. وكما لاحظ ميلان كونديرا فإن الفلسفة والعلوم في عصر الحداثة، تناست "الوجود الإنساني" النابض بالحياة، في الوقت الذي أعادت فيه الرواية اكتشاف هذا الوجود المنسي والمكبوت، وأتاحت تعدد الأصوات والحوار عبر مواقف حية وأشخاص من دم ولحم.

وعليه، يقترح فيلتشر، السؤال الآتي: ماذا لو؟ كتمرين ذهني مهم يجعلنا نفكر بطريقة مختلفة، وهو أن نتخيل أحداثًا لم تحدث فعليًا، ولكن يمكن تصورها منطقيًا. الفكرة ببساطة تقوم على تغيير أو حذف ما حدث فعلًا أو وقع، ثم نتصور ما كان يمكن أن يحدث تبعًا لذلك.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com