الخرطوم تودع أول طبيبة سودانية
الخرطوم تودع أول طبيبة سودانيةالخرطوم تودع أول طبيبة سودانية

الخرطوم تودع أول طبيبة سودانية

توفيت أمس الثلاثاء، الدكتورة خالدة زاهر الساداتي، أول طبيبة سودانية، من مواليد مدينة ام درمان، وهي إبنة لضابط في الجيش السوداني، إبان الاستعمار الانجليزي، وقائد للفرقة السودانية التي حاربت في حرب فلسطين عام 1948.

تلقت الساداتي تعليمها الاولي في "الخلوة"، وهي مدارس لتعليم الكتابة والقرآن الكريم، ثم انتقلت إلى المرحلة الوسطى وبعدها بالثانوية بمدرسة الاتحاد، والتي كانت تسمى "الارسالية" في ذلك الوقت، حيث كانت تدرس بها بنات "الاغريق".

وعُرِف عن الدكتورة الساداتي مشاركتها وحضورها في العمل العام، حيث قادت الاحتجاجات من أمام نادي الخريجين بعد ثورة 1924 وذلك في المظاهرات ضد الجمعية التشريعية 1964، وهي أول إمراة تعتقل سياسيا.

أسست مع أخريات "رابطة الفتاة المتعلمة" في 1946 والاتحاد النسائي السوداني عام 1952، فكانت أول سكرتيرة للاتحاد النسائي وترأسته في فترة الخمسينات، وانضمت للحزب الشيوعي السوداني عام 1949 وكأنت أول إمراة سودانية تلتحق بحزب سياسي حديث، وهي من مؤسسات جبهة الهيئات بعد ثورة اكتوبر 1964.

وفي ظل أجواء المجتمع السوداني المحافظ، وجدت خالدة زاهر نفسها أمام تحدٍ مع الذات ومع المجتمع المنغلق، في ذلك الوقت، عندما شجعها والدها على مواصلة تعليمها؛ فتوجت نجاحها بالالتحاق بكلية "غردون" الجامعية؛ لتكون أول طالبة سودانية تدرس في مدرسة "اللورد كتشنر" الطبية مع زميلتها ذات الاصول الارمنية زروي سكركسيان، بالرغم من أن مجتمع أمدرمان، حينها، كان ضد فكرة تعليم المرأة ناهيك عن مواصلة تعليمها الجامعي وعملها بعد التخرج.

وقِيل أن أقرباء والد خالدة زاهر احتجوا واعترضوا على سماح والدها لها بأن تدرس مع الرجال؛ حيث يقول بعض من حضروا ذلك اللقاء أن والد الدكتورة خالدة زاهر رفض طلبهم بشجاعة وحسم، وصمم على مواصلة دراستها.

تخرجت خالدة زاهر كأول طبيبة سودانية في العام 1952، وكان ذلك حدثاً مهماً ومشهوداً في تاريخ تطور المرأة السودانية، ولم تقف دكتورة خالدة عند ذلك الحد في تعليمها بل استطاعت ان تحصل على مؤهل فوق الجامعي في وقت كان مجرد خروج المرأة من منزلها ضد الأعراف السودانية في نظر الكثيرين، حيث نالت دبلوماً في الصحة العامة وتخصصت في طب الأطفال في تشيكو سلوفاكيا، ونالت الدبلوم من انجلترا.

تزوجت الدكتورة خالدة زاهر، وهي لا زالت طالبة في الجامعة، من أحد مؤسسي حركة اليسار في السودان؛ هو عثمان محجوب عثمان الشقيق الأكبر للسكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، عبد الخالق محجوب الذي اعدمه الرئيس نميري في العام 1971.

وعملت الدكتورة خالدة زاهر طبيبةَ في وزارة الصحة السودانية وتدرجت في السلك الوظيفي حتى وصلت إلى درجة وكيل وزارة؛ جابت خلالها كل أقاليم السودان، مناديةَ وناشرةَ للوعي بصحة الطفل والمرأة وحقوقها ومحاربة العادات الضارة حيث قدمت كثيرًا من الخدمات الكبيرة عندما عملت لفترة من الزمن مديراً لمركز رعاية الطفل بأم درمان، كما شاركت في العديد من المؤتمرات الطبية خارج البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com