مئات آلاف السودانيين يحتفلون باتفاق السلام في الخرطوم (صور)
احتفل مئات الآلاف من السودانيين في العاصمة الخرطوم، الأحد، بالسلام الموقع في جوبا بين الحكومة والحركات المسلحة في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويأذن الاحتفال ببدء تنفيذ اتفاق السلام المتضمن في الوثيقة الدستورية الحاكمة للمرحلة الانتقالية في البلاد.
ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق الحرب التي استمرت 17 عاما بين القوات الحكومية ومجموعة الحركات المسلحة، ويضمن تقاسم السلطة والثروة ومعالجة قضايا مناطق الحرب.
ويمنح الاتفاق عدة مناصب في مجلسي السيادة الانتقالي والوزراء لقادة الحركات المسلحة الموقعة على السلام.
وقالت مصادر موثوقة لـ"إرم نيوز"، إنه تم الاتفاق على المقاعد الإضافية الثلاث في المجلس السيادي، وهم مالك عقار رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال، ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، وجبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة.
ومن المقرر أن يحل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، خلال اليومين المقبلين، الحكومة لإعادة تشكيلها متضمنة قادة حركات الكفاح المسلح بموجب الاتفاق على مستويي الوزراء وحكام الولايات الـ 18 في البلاد.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو، إن السلام الموقع مع حركات الكفاح المسلح لن يكون خصما على أحد.
وأضاف في خطابه أمام احتفالات السلام بساحة الحرية في الخرطوم: "إننا اليوم نطوي صفحة سوداء من المآسي والأوجاع حملنا فيها البندقية ضد بعضنا البعض وتقاتلنا وتخاصمنا وتشرد أبناؤنا ونساؤنا".
وتابع أن "اتفاق السلام الذي تم مع شركائنا في أكتوبر الماضي بالعاصمة جوبا والذي نحتفل به اليوم لم ولن يكون خصما على أحد كما يروج البعض، بل هو محاولة لترميم وبناء الدولة السودانية على أسس عادلة تمنح الآخرين حقهم في أن يعيشوا كرماء".
وقال: "أنا لا أرى أي مبرر موضوعي أو عمل سياسي محترم يُمجد الحرب ويُقلل من السلام الذي تحقق بفضل هذا الاتفاق الذي بين أيدينا والذي نعمل على إنزاله على أرض الواقع بندا بندا".
وأكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، أن السلام يمهد الطريق لاسترداد ما سلب من حقوق مستحقة.
وأضاف حمدوك في حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "هنالك أولويات كثيرة للفترة الانتقالية على رأسها السلام، الاقتصاد، العلاقات الخارجية، بناء مؤسسات الدولة، وإكمال أجهزة الفترة الانتقالية، وصولكم اليوم يُشكل بداية حقيقية لهذا الإنجاز، مرحبا بكم في وطنكم ونحنا يدينا مع بعض بنقدر نتحدى ونعالج كل الصعاب من أجل هذا الشعب العظيم".
وأشاد رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس في خطابه أمام الاحتفال بتوقيع اتفاق السلام، وأكد ضرورة تنفيذ الاتفاق الذي اعتبره سلاما لكل السودانيين ويعالج القضايا التاريخية في البلاد.
وأشار رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو مناوي، إلى أن قادة الحركات جاءت لتعمل مع الحكومة كفريق مشترك لرفع الظلم والتهميش وترجمة اتفاق السلام على أرض الواقع.
وعلق عضو المجلس السيادي محمد حسن التعايشي، على اتفاق السلام قائلا: "لأول مرة في تاريخنا الحديث نقدم أجندة البناء والتأسيس على أجندة التنافس السياسي والمكاسب الفردية، الحياة في هذه البلاد تتغير بشكل جوهري لمصلحة الانتقال الديمقراطي الكامل والحرية والعدالة".
وأضاف على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه "نظريا وضع اتفاق_جوبا_لسلام_السودان أسس البناء، ونحتاج إلى شراكات صادقة وقوية تُقدم المصلحة العليا للبلاد على أي مصالح أخرى، يقودها نساء ورجال دولة أكفّاء"
