خانيونس بين الحياة الحضرية والبدوية
خانيونس بين الحياة الحضرية والبدويةخانيونس بين الحياة الحضرية والبدوية

خانيونس بين الحياة الحضرية والبدوية

مرت مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بظروف طارئة وأخرى تطورية طبيعية عبر العقود، لتجعل لها سماتها وخصائصها المميزة، حيث جمعت تناقضات ومشاهد بالمدينة لعقود وربما قرون مضت.

ظل أهل خانيونس متمسكين بتراثهم كتعبير عن أصولهم وانتمائهم من خلال لباسهم، وحياتهم اليومية، ويبرز وجه آخر للمدينة يرسم صورة للتحضر ومواكبة التطورات من خلال العدل و المساواة بين المرأة والرجل في السماح بإكمال التعليم، ومواكبة المسيرة التعليمة وإعطاء التعليم أهمية كبرى بين الأسر للأبناء والبنات على حد سواء.

تتمسك شريحة كبيرة من النسوة بارتداء زى مدينة خانيونيس الخاص، والذي يستخدم منذ بداية القرن الماضي وهو عبارة عن "داير و قناع" ، زي أسود طويل من قطعتين لا يظهر من المرأة سوى جزء من جبهتها وإحدى عينيها، رافضات خلعه ومواكبة التطور الحضاري ولبس الزي المدني "الجلباب أو العباءة"، وخصوصا النسوة الكبيرات في السن اللواتي يعتبرن زي المدينة جزء من شخصيتهن ويعبر عن بلدتهم خانيونس حيث تقول الحاجة ام أحمد " لو كنت في أي مكان خارج المدينة يعرفونني من لباسي، أنني من مدينة خان يونس، وتحديدًا من مواطنيها الأصليين".

ولفرن الطين قصة أخرى حيث يعتبر جزءاً من التراث الفلسطيني الذي تتمسك فيه الكثير من عائلات خانيونس رافضين تبديله أو إهماله نظراً لمكانته التراثية حيث يتسابق الأطفال بجمع الحطب لإيقاد الفرن، ويتم خبز الخبز بفرن الطين الذي ينتج خبزاً طابوناً شهياً له مذاق خاص، و يقدم مع الزعتر وزيت الزيتون والزيتون الأسود، و يقول الحاج إبراهيم النجار "لفرن الطين نكهة خاصة سواء في الخبز أو الطعام، ناهيك عن قدرته على تجميع أفراد الأسرة حوله، مما يعكس أجواء حميمة مفقودة هذه الأيام".

ومن النادر قيادة المرأة في خانيونس للسيارة، ولكن من المألوف أن تقود المرأة عربة تجرها الدواب " الكارو"، و تحديداً طبقة البدو في المناطق الزراعية وذلك لمساعدة زوجها وعائلتها في العمل الزراعي، كما تقودها لتفيذ الزيارات بين الأهل والأصدقاء، والذهاب للسوق لشراء مستلزمات المنزل باعتبار أن العربة "الكارو" سهلة ورخيصة ومتوفرة لديها.

وفي خطوة تشجيعية لتعليم المرأة، تمسكت الكثير من العائلات بخانيونس بتعليم المرأة حيث أرسلت بناتها للتعليم منذ القرن الماضي في الخارج و شجعتهم على إكمال تعليمهن.

وتجمع مدينة خانيونس ما بين حياة البداوة والمدنية، نظراً لتنوع أصول قاطنيها فمنهم من قَدِم من غزة وسط قطاع غزة ، ومنها من قَدِم من رفح جنوب قطاع غزة، ومنهم من أتي من النقب الذي يخضع للاحتلال الإسرائيلي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com