لماذا تقع المرأة في حب الرجل الخطأ؟
khwater_books

لماذا تقع المرأة في حب الرجل الخطأ؟

امرأة جميلة ومرغوبة تترك جميع الخيارات المتاحة لإقامة علاقة "صحية"، وتقع في غرام الرجل الذي لا يبادلها الحب أو يمنحها الاهتمام.

هذه المفارقة تشكل جوهر كتاب "عندما تحب النساء أكثر مما ينبغي" أو women who love too much، الذي صدرت منه طبعة جديدة عن دار "الكرمة" بالقاهرة للكاتبة الأمريكية روبين نورود، وترجمة إيناس التركي.

يحمل الكتاب الذي يقع في 335 صفحة من القطع الكبير عنوانا فرعيا شديد الدلالة هو "أن تعيشي في انتظار أن يتغير" والذي يعني أن تتمسك حواء بوهم تغيير عيوب الطرف الآخر والسيطرة على مساوئه العديدة، وهو ما لا يحدث أبدا.

أب مدمن أو عنيف

وغالبا ما ترتبط تلك الجزئية بموضوع النشأة في ظل أسرة "مختلة وظيفيا"، حيث يتحول أحد الوالدين لا سيما الأب إلى عبء على ابنته بسبب عنفه أو إدمانه أو إهانته للأم أو تزمته. وتكبر الطفلة الصغيرة، وعندما تجد شخصا يشبه والدها تنجذب إليه لا شعوريا وتسعى للفوز بحبه، بحثا عن الحب الذي لم تجده لدى أبيها، متوهمة أن نجاحها في تغييره يصبح و كأنها نجحت في تغيير الأب.

افتقاد الرعاية والحنان في سنوات الطفولة لا يتحول فقط إلى طاقة نفسية سلبية تهيمن على المرأة فتتقرب من رجل بارد عاطفيا آملا في الفوز بحبه، لكنه أيضا يجعلها مدفوعة تحت وطاة رغبة ملحة للتقرب والاهتمام بنمط من الرجال يبدو أنهم يفتقدون هم أيضا تلك الرعاية وهذا الحنان.

الخوف من الهجر

وأحيانا ما تكون الرغبة الظاهرية في "مد يد العون" للطرف الآخر، تعبيرا عن هاجس في اللاوعي يدفع صاحبته التي عانت من عدم الأمان في صغرها إلى محاولة التحكم في الرجل تحت مسمى الحب. وتتسم المرأة التي تقع في هذا النمط من الانجذاب إلى الرجل الخاطىء بعدة سمات عاطفية و نفسية أبرزها الخوف الشديد من "الهجر" و بالتالي تصبح على استعداد لتحمل مساوىء أي علاقة تفاديا لشبح الفراق الذي يؤرقها. ويرتبط ذلك بمشكلتين لافتتين هما ميل تلك المرأة إلى لوم نفسها و تحميل ذاتها المسؤولية الكبرى عن أي مشكلات في العلاقة، كما أنها تصبح على استعداد لفعل المزيد من أجل استرضاء الرجل وإقناعه بأنها جديرة به ويجب ألا يفكر في إنهاء العلاقة بينهما.

إدمان الألم العاطفي

وتفاجىء المؤلفة المرأة المتورطة في هذا النمط السام من العلاقات بأنها مدمنة على "الألم العاطفي" ومن المحتمل أن تكون أكثر عرضة، بشكل عاطفي وغالبا كميائي حيوي، لإدمان المخدرات أو الكحول أو بعض أنواع الطعام خاصة التي تحتوي على سكريات. وغالبا ما تعاني من نوبات الاكتئاب التي تحاول تفاديها من خلال الإثارة المستمدة من نمط العلاقات غير المستقرة.

والمدهش أن هذا النمط من النساء لا ينجذبن للرجال الذين يتصفون باللطف والاستقرار والثبات، ويبدون قادرين على الاهتمام بهن، بل يجدن الرجل اللطيف مملا ومثيرا للضجر.

مواجهة العيوب الشخصية

وتنصح المؤلفة كل امرأة تعاني من تلك الأزمة بأن تعترف أولا بأنها "مريضة"، أو على الأقل تعاني من أزمة حادة، وبالتالي عليها أن تجعل من تعافيها أولوية مطلقة وتنضم لجماعات الدعم النفسي من القرينات اللواتي يواجهن أزمات مشابهة، وتشارك تجاربها بما تنطوي عليه من ألم وحكمة.

وتشمل قائمة الخطوات العلاجية أن تحب "المريضة" نفسها، وتكون أنانية بعض الشيء، وأن تمتلك الشجاعة لمواجهة عيوبها الشخصية، كما أن عليها أن تنمّي الجانب الروحي بشخصيتها، وأن تتوقف عن محاولات التحكم بالآخرين أو ممارسة ألعاب نفسية معهم.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com