كيف أصبحت "الجمعة البيضاء" جحيما للمتسوقين العاطفيين؟

في الجمعة البيضاء، سيهرع العديد منا للأسواق ويقوم بالشراء من سلسلة من المحلات، إلا أّنّ بعضنا سيقع فريسة للتجار الذين يستغلون ميلنا للتسوق كطريقة للخروج من الكآبة، أو قيامنا بعمليات شراء سريعة نندم عليها.

نشر مقال في صحيفة "الإندبيندنت" البريطانية حول يوم "الجمعة البيضاء"، والتي هي الجمعة الأخيرة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام، والتي تمثل حدث التسوق الأضخم عالميا، حيث تقوم المحلات التجارية بتخفيض أسعارها بشكل كبير غالبا ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة المشتريات، فيقوم كثيرون بعمليات شراء متهوّرة لملء الفراغات العاطفية أو الروحية.

فوفقاً لدراسة استقصائية أجرتها منصة البحث "فويادو" للبيع بالتجزئة في المملكة المتحدة على 2,000 شخص من المستهلكين، يقوم خُمس المتسوقين البريطانيين بـ "الشراء من أجل المتعة" مرة في الأسبوع، حيث ينفقون ما يقارب 350 جنيها إسترلينيا على هذه المشتريات من أجل ملء الفراغ الروحي والعاطفي.

كما أشار أخصائيو تسويق إلى أنّ ما يقرب من نصفنا كمستهلكين (44 في المائة) نعتقد أن الشراء عبر مواقع الإنترنت يحسن المزاج، في حين أن واحدا من كل خمسة (20 في المائة) يرى أن الشراء عبر مواقع الإنترنت من شأنه أن يقلل الإجهاد والتوتر.

وبالنسبة للبعض، فإنّ التسوق عبر الإنترنت يعتبر أكثر سهولة وراحة من النزول للأسواق فيما يتعلق بشراء الحاجيات المنزلية، وبما أن اليوم يصادف الجمعة البيضاء، من المرجح أن يقوم الكثير منا بعمليات شراء متهورة.

تعتبر صفقات يوم الجمعة البيضاء نقطة ضعف بالنسبة للمنفقين العاطفيين، إذ إن أكثر من نصف المتسوقين في المملكة المتحدة قد خصصوا أموالا لتغطية مشترياتهم المرتفعة في هذا اليوم. غالباً ما يكون الإنفاق العاطفي جزءاً لا يتجزأ من حملات التسويق الحديثة، حيث إن العلامات التجارية تستغلنا لابتزاز أموالنا.

ويوضح الدكتور جو بيركينز، المختص في مجال التدريب والمشورة النفسية، أننا نعيش في عالم حيث تُبهرنا الحلول السريعة وتخدعنا العروض التجارية أكثر من اللازم.

ومع ذلك، فإن هذا النوع من الإنفاق المتسرع يتسبب في موجة قصيرة الأجل من الدوبامين التي غالبا ما تختفي بنفس السرعة التي تصل إليها. هذا يمكن أن يجعلك تشعر بالأسوأ، كما يقول روبرتس عن التسوق العاطفي: "يمكن أن يؤدي إلى خيبة الأمل، أو حتى الاكتئاب".

وبما أن أحد أهداف الجمعة البيضاء هو الضغط على المستهلكين وخلق شعور بضرورة التسوق في هذا اليوم بشكل كبير، بدعوى أنّ الخصومات لن تتكرر حتى العام القادم، يقترح الأخصائي النفسي روبرتس استخدام تقنية "توقف" وفكر بأسباب شرائك لسلعة معينة قبل القيام بذلك واخفض توقعاتك تجاهها وانظر آراء المستهلكين السابقين على السلعة، لتتمكن من اتخاذ القرار الصائب.

كما تقترح مارغوت دي بروغلي من برنامج "جونو"، وهو برنامج تعليمي عن المال والإنفاق، استبدال الإنفاق على التسوق العاطفي بأنشطة تجلب البهجة كالذهاب لممارسة الرياضة، مما يقلل الإنفاق ويسد حاجاتك النفسية والعاطفية بشكل أفضل وأكثر ديمومة.

في الختام، فإنّ الإنفاق العاطفي مسألة نفسية معقدة يمكن معالجتها بفهم المحفزات، التأني، استشارة الأصدقاء، والاستعاضة عن الإنفاق بأنشطة تجلب الفرح.