النرجسية
النرجسيةمتداولة (تعبيرية)

دراسة تكشف عن علاقة تربط بين عدم اليقين الاجتماعي والنرجسية والعدوانية

بحثت دراسات أجراها علماء في جامعة ولاية واشنطن في التفاعل المعقد بين النرجسية الضعيفة والسلوك العدواني في بيئات تتميز بالغموض الاجتماعي.

وبحسب تقرير نشره موقع psypost، فإن النرجسية، وهي سمة نفسية تمتد من الميول الأنانية إلى اضطراب الشخصية، ارتبطت منذ فترة طويلة بالسلوكيات العدوانية. وقد افترضت النماذج النفسية التقليدية، ولا سيما نموذج الأنانية المهددة، أن النرجسيين قد يظهرون العدوان عندما يكون مفهومهم المتضخم عن الذات تحت التهديد.

ومع ذلك، تسعى هذه الدراسة إلى توسيع الفهم إلى ما هو أبعد من العدوان التفاعلي، مع التركيز بدلاً من ذلك على العدوان الاستباقي، أي الأفعال غير المبررة، وارتباطه بجانب النرجسية الأقل استكشافًا والذي يسمى النرجسية الضعيفة. وعلى النقيض من النرجسية المتغطرسة، التي تتجلى في الأهمية العلنية للذات، فإن النرجسية الضعيفة تتجلى في احترام الذات الهش المغطى بالاستحقاق، ما قد يجعل الأفراد أكثر حساسية للظروف الاجتماعية غير المؤكدة.

وتسعى الدراسة إلى توضيح الآليات الأساسية التي تربط النرجسية والعدوانية، مع التركيز بشكل خاص على دور عدم اليقين الاجتماعي. وقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأفراد النرجسيين قد يلجأون إلى العدوان الاستباقي كوسيلة لتأكيد الهيمنة، خاصة في التفاعلات الاجتماعية غير المستقرة. ولذلك، تعالج هذه الدراسة عدم اليقين الاجتماعي تجريبيًّا لمعرفة تأثيره على العلاقة بين النرجسية الضعيفة والعدوان الاستباقي.

وقد تم تعيين مجموعة مكونة من 186 مشاركًا، معظمهم من طلاب الجامعات الذين يبلغ متوسط أعمارهم 22 عامًا ومعظمهم من الإناث، بشكل عشوائي لتجربة إما سيناريوهات غير مؤكدة اجتماعيًا أو سيناريوهات معينة من خلال محادثات منظمة مع شريك. بعد ذلك، تم منح المشاركين فرصة لإظهار العدوان من خلال تعيين ألغاز بمستويات صعوبة مختلفة.

سهّل النهج المبتكر للدراسة التلاعب المسيطر عليه في حالة عدم اليقين الاجتماعي، ما مكّن الباحثين من مراقبة العدوان داخل بيئة خاضعة للرقابة. وافترضت الدراسة أن الأفراد الذين يُظهرون مستويات أعلى من النرجسية الضعيفة سيظهرون عدوانًا استباقيًّا مرتفعًا في المواقف الاجتماعية غير المؤكدة، وتهدف الدراسة إلى اختبار هذا التخمين.

رغم أن التلاعب نجح في إثارة مشاعر الضيق بين المشاركين في الحالة غير المؤكدة، فإن هذا الضيق لم يُترجم إلى زيادة ملحوظة في العدوان الاستباقي. وبالتالي، في حين أن عدم اليقين الاجتماعي أدى إلى تفاقم الانزعاج بين الأفراد الذين يعانون من النرجسية الضعيفة، فإنه لم يعجل بشكل مباشر بالسلوك العدواني.

ومع ذلك، من المهم الاعتراف بالقيود المحتملة في الدراسة، بما في ذلك اعتمادها على المعالجة التجريبية عن بعد عبر Zoom بسبب جائحة كوفيد-19 وعينتها النسائية في الغالب. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام مهمة اللغز كمقياس للعدوان قد لا يلتقط بشكل شامل الفروق الدقيقة بين العدوان الاستباقي ورد الفعل. تؤكد هذه القيود حاجة الأبحاث المستقبلية إلى اعتماد تصميمات تجريبية أكثر، وضمان التمثيل المتوازن بين الجنسين للتخفيف من التحيزات المحتملة وتعزيز قوة النتائج.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com