علاج جديد يقلص ورما سرطانيا نادرا
كشفت إحدى التجارب السريرية، عن علاج جديد لشكل نادر من أشكال سرطان الأطفال، إذ يستهدف العلاج الأورام الأرومية العصبية التي تتطور في الخلايا العصبية، ويجمع بين الأدوية المضادة والعلاج الكيميائي، وفقاً لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إن وحدة التجارب السريرية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة بجامعة برمنغهام، وجدت أن الأدوية المضادة تمنع الأورام من تكوين الأوعية الدموية، واستعمالها مع العلاج الكيميائي يقلص الأورام عند عدد كبير من الأطفال.
وتم إجراء التجربة على 160 شخصًا تتراوح أعمارهم بين عام واحد و21 عامًا من 43 مستشفى في 11 دولة أوروبية تم اختيارهم بشكل عشوائي، إذ تلقى نصفهم العلاج بالبيفاسيزوماب بالإضافة للعلاج التقليدي، بحسب "إندبندنت" التي قالت إن الباحثين وجدوا أن نحو 26% من الذين تلقوا العلاج بالبيفاسيزوماب شهدوا تحسناً وشهدوا عاماً آخر من النجاة دون تقدم المرض معهم، مقارنة بـ18% في المجموعة التي لم تأخذ هذا العلاج.
وعبّر والدا تلميذ جامعة برمنغهام، عبدالله مير، الذي تم تشخيصه بالسرطان النادر عام 2017 وكانت فرصته ضئيلة بالبقاء على قيد الحياة، عن امتنانهما للتجربة السريرية التي أنقذت ابنهما، وقالت والدته: "كانت التجربة أملنا الأخير، وكنا يائسين لأن الورم لم يستجب لجرعتي العلاج الكيميائي اللتين خضع لهما. لم تكن لدينا خيارات أُخرى، فاعتقدنا أن اشتراكنا في الدراسة، وإن كان لن ينقذ ابننا، فإنه على الأقل قد يساعد شخصاً آخر".
وبعد ثمانية أشهر من العلاج، أصبح عبد الله البالغ من العمر 10 سنوات الآن، لاعب كرة قدم يشجع مانشستر يونايتد ويدرس في مدرسة شيريلاندز التكنولوجية الابتدائية في منطقة ساندويل.
ونقلت الصحيفة عن سايمون جيتس، أستاذ الإحصاء الحيوي والتجارب السريرية بجامعة برمنغهام، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن التجربة قدمت "نتائج مثيرة للغاية"، عاقداً الأمل على أن تؤدي النتائج لإيجاد علاجات للأطفال المرضى بالورم الأرومي العصبي.
وأضاف جيتس: "إن نتائج هذا المرض النادر جدًّا سيئة على الأطفال المصابين، وبالتالي فإن أي فرصة لتقليص الورم هذا تعتبر إنجازاً كبيراً".
وقالت الدكتورة لورا دانيلسون، رئيسة أبحاث الأطفال والشباب في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة والتي مولت التجربة جزئيًّا: "يمكن أن تُحدث هذه التحسينات الإضافية في العلاج فرقًا كبيرًا بالنسبة لمرضى السرطان، ومن الرائع أن نشهد تحسُّن مستوى الرعاية في جميع أنحاء المملكة المتحدة".
