سيدة مصابة بالتهاب رئوي
سيدة مصابة بالتهاب رئويتعبيرية

ما علاقة الاتصال بالأطفال وخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي؟

تسلط نتائج الأبحاث الحديثة التي سيتم تقديمها في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية (ECCMID 2024)، الضوء على العلاقة بين الاتصال بالأطفال الصغار وخطر الإصابة بالبكتيريا المسببة للالتهاب الرئوي بين الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. 

وتشير النتائج، التي أجريت في نيو هيفن بولاية كونيتيكت ونشرها موقع medicalxpress، إلى أن انتقال المكورات العقدية الرئوية إلى كبار السن، يتأثر بشكل كبير بالتفاعلات مع الأطفال في سن ما قبل المدرسة والأطفال الصغار في سن المدرسة.

انتقال المكورات الرئوية

 ومن المعروف أن المكورات الرئوية، وهي مسببات الأمراض البكتيرية السائدة، تسبب مجموعة من الالتهابات بدءًا من أمراض الأذن والجيوب الأنفية وحتى الحالات الشديدة مثل الالتهاب الرئوي والإنتان والتهاب السحايا.

 وتشمل الفئات السكانية الضعيفة بشكل خاص الأطفال دون سن الثانية وكبار السن، حيث يحصد مرض المكورات الرئوية أرواح ما يقرب من مليوني شخص سنويًّا في جميع أنحاء العالم.

 وتؤكد إحصائيات المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) على خطورة عدوى المكورات الرئوية، حيث تكون المكورات الرئوية مسؤولة عن أكثر من نصف جميع حالات التهاب السحايا الجرثومي في الولايات المتحدة كل عام، إلى جانب معدلات الاستشفاء الكبيرة بسبب الالتهاب الرئوي بالمكورات الرئوية.

 رغم إدراج لقاحات المكورات الرئوية (PCV) في برامج تطعيم الأطفال، فلا يزال كبار السن يواجهون المخاطر، ما يشير إلى احتمال انتقال العدوى من الفئات العمرية الأخرى.

 وبحثت الدراسة، التي قادتها الدكتورة آن ويلي من كلية ييل للصحة العامة، في ديناميكيات انتقال المكورات الرئوية بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق، مع التركيز على الأسر التي لا تحتوي على أفراد أصغر سنًا.

 وعلى مدى عامين، جمع الباحثون عينات لعاب وبيانات سلوكية من المشاركين، وكشفوا عن رؤى حول أنماط نقل المكورات الرئوية وانتقالها.

أخبار ذات صلة
تطوير جهاز استشعار نانوي يميز بين الالتهاب الرئوي الفيروسي والجرثومي

تشير نتائج الدراسة إلى أنه رغم أن معدلات نقل المكورات الرئوية بين كبار السن كانت منخفضة نسبيًّا، فإن الاتصال المتكرر مع الأطفال الصغار يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة.

والجدير بالذكر أن الأفراد الذين لديهم اتصال يومي أو منتظم مع الأطفال دون سن العاشرة أظهروا معدل انتشار أعلى بكثير لاستعمار المكورات الرئوية مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم مثل هذه الاتصالات.

وتسلط الدكتورة ويلي الضوء على عدم وجود أدلة واضحة فيما يتعلق بانتقال المكورات الرئوية من شخص بالغ إلى شخص بالغ، مشددًة بدلاً من ذلك على الدور السائد للتفاعلات مع الأطفال الصغار في انتقال المكورات الرئوية إلى كبار السن.

وتؤكد هذه الملاحظات على الفوائد المحتملة للتطعيم ضد المكورات الرئوية للبالغين في الحماية المباشرة للأفراد الأكبر سناً الذين يتعرضون بانتظام للأطفال الذين يحملون سلالات المكورات الرئوية.

انتشار العدوى

وتزامن الإطار الزمني للدراسة مع جائحة كوفيد-19، ما سمح للباحثين بفحص عوامل خطر الإصابة بالمكورات الرئوية وسط مستويات متفاوتة من تدابير تخفيف انتقال العدوى.

رغم التقلبات في الأنشطة المجتمعية ودورة فيروسات الجهاز التنفسي، بقيت معدلات نقل المكورات الرئوية ثابتة عبر مواسم الدراسة.

ومع ذلك، فإن قيود الدراسة، بما في ذلك حجم العينة الصغير والتجانس الديموغرافي، تستدعي تفسيرًا حذرًا للنتائج، إذ قد لا تمثل المجموعة ذات الأغلبية البيضاء ذات التعليم العالي المجموعات والبلدان العرقية الأخرى بشكل كامل.

بالإضافة إلى ذلك، في حين أثبت أخذ عينات اللعاب فاعليته في الكشف عن حمل المكورات الرئوية لدى البالغين، لم يتم أخذ عينات من مواقع مجرى الهواء العلوي الأخرى، ما قد يؤدي إلى التقليل من انتشار العدوى بشكل عام.

وبهذا، تؤكد الدراسة أهمية فهم ديناميكيات انتقال المكورات الرئوية، وخاصة في سياق التفاعلات بين كبار السن والأطفال الصغار، كما إن هناك ما يبرر إجراء المزيد من إستراتيجيات البحث والتطعيم المصممة للتخفيف من مخاطر انتقال العدوى بين السكان المعرضين للخطر لمكافحة عدوى المكورات الرئوية بشكل فعال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com