لماذا يجب عليك تناول العشاء قبل غروب الشمس؟

من المعروف أن خياراتنا الغذائية تؤثر على صحتنا الجسدية والعقلية، ومع ذلك، يؤكد العلماء أن توقيت تناول الوجبات له القدر نفسه من الأهمية.

وفي حين أننا نعزو زيادة الوزن في كثير من الأحيان إلى استهلاك السعرات الحرارية فقط ، فقد كشفت الأبحاث الحديثة عن أهمية توقيت الوجبة في هذه المعادلة.

وفي عام 2020، نشرت مجلة "علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي السريري" دراسة تكشف عن وجود صلة بين العشاء المتأخر وزيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم.

ولهذا السبب، يشجع خبراء الصحة على تناول العشاء مبكرًا، مؤكدين أنه يحقق العديد من الفوائد الصحية، أبرزها:

تعزيز الهضم

يؤكد أخصائيو التغذية أن تناول العشاء مبكرًا يمكن أن يحسن عملية الهضم والتمثيل الغذائي؛ ما يوفر للمعدة راحة كافية أثناء الليل، ويخفف الضغط على الكبد، وبالتالي، قد تتحسن عملية إزالة السموم من الكبد؛ ما يفيد توازن بكتيريا الأمعاء المفيدة.

توازن نسبة السكر في الدم

أظهرت الدراسات أن تناول العشاء مبكرا يعزز حساسية الأنسولين؛ ما يعني أن خلايا الجسم تستجيب بشكل أكثر فعالية لهذا الهرمون الذي ينظم مستويات السكر في الدم. وهذا لا يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري فحسب، بل يخفف أيضًا من زيادة الوزن، حتى عند تناول الأطعمة نفسها التي قد تكون أكثر ضررًا في وقت لاحق من اليوم.

صحة القلب

يمكن أن تؤثر الوجبات الكبيرة في وقت متأخر من الليل، خاصة تلك التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والدهون، سلبًا على نشاط القلب وصحة الأوعية الدموية.

وتشير الأبحاث إلى أن العشاء المبكر يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على صحة القلب، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثيره المفيد على وظائف الكبد.

ويتيح تناول الطعام مبكرًا للكبد "راحة" أكثر أثناء الليل؛ ما يسهل إزالة السموم بكفاءة ويقلل من خطر "الكبد الدهني" ومشاكل القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالكوليسترول.

تحسين جودة النوم

إن تناول وجبة ثقيلة قبل الذهاب إلى السرير مباشرة يمكن أن يعطل قدرتك على النوم، لأن الجسم يبذل جهدًا إضافيا لهضم الطعام.

ونتيجة لذلك، يظل الجسم نشيطًا للغاية؛ ما يجعل من الصعب تحقيق الاسترخاء الذي يؤدي إلى النوم.

التوازن العاطفي وراحة البال

كما تتأثر "الساعة البيولوجية" المذكورة سابقاً بإفراز الهرمونات المختلفة، بما في ذلك الأنسولين والكورتيزول. يتوافق تناول الطعام المبكر بشكل أكثر انسجامًا مع هذه العمليات الفسيولوجية؛ ما يؤثر بشكل إيجابي على تنظيم هذه الهرمونات وغيرها.

ويساعد تناول وجبتك قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم على تحقيق توازن هرموني أفضل. وهذا لا يساعد على الهضم والنوم فحسب، بل يعزز أيضًا الشعور بالاسترخاء ويقلل من مشاعر القلق والضغط النفسي والأفكار السلبية.