اتهامات للقاح "كوفيد 19" بمسؤوليته عن انتشار "السعال الديكي" في بريطانيا

تُوفي 5 أطفال حديثي الولادة بسبب تفشي "السعال الديكي" في بريطانيا، وجاءت نسبة المصابين به في هذا العام أعلى بثلاث مرات من العام الماضي بأكمله، وتحوم الشكوك حول لقاح كوفيد.

ويقول مسؤولو الصحة إن عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا غذَّت وباء السعال الديكي في إنجلترا، إذ تم تسجيل ما يقرب من 3000 حالة، في العام 2024، مات بينهم 5 أطفال تحت سن الثلاثة أشهر، لتكون النسبة أعلى بثلاثة أضعاف مما شُوهد، في العام 2023، وهو العدد الأكبر من المصابين منذ أكثر من عقد.

ويلقي الخبراء اللوم على لقاحات كوفيد، وتتزايد الشكوك حولها، على الرغم من إثبات أنها أنقذت ملايين الأرواح، وذلك بعدما تم ربط لقاحات كوفيد بمضاعفات خطيرة محتملة، ومنها إضعاف الثقة بنجاح لقاح السعال الديكي. ومع ذلك يحاول المسؤولون الصحيون زيادة معدلات التطعيم لهذا السعال لدى الأمهات، لاسيما أنه معدٍ مثل الحصبة، ولأنه يحمي الأطفال في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم إلى حين يأتي موعد لقاحاتهم الخاصة.

وأوضحت التقارير أن رُبْع النساء الحوامل فقط حصلن على لقاح السعال الديكي في أجزاء من لندن، بينما تقل النسبة في أجزاء أخرى من العاصمة وبرمنغهام، لافتةً إلى أن عشرات الأطفال ماتوا كل عام قبل طرح لقاح الحمل ضمن إنجلترا، في العام 2012، في حين تم تسجيل 21 حالة وفاة فقط بين ذلك التاريخ والعام 2023، علمًا بأنه لم تحصل جميع أمهاتهم على التطعيم باستثناء اثنتين.

ويُعطى الأطفال 3 جرعات من لقاح 6 في واحد عند عمر 8 و12 و16 أسبوعًا للحماية من السعال الديكي والأمراض الخطيرة الأخرى مثل الخناق، وشلل الأطفال، كما يتم تقديم الدعم لمرحلة ما قبل المدرسة بعد أن يبلغوا الثالثة من العمر.

وقالت الدكتورة غاياتري أميرثالينغام، استشارية علم الأوبئة في وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة: "يظل التطعيم أفضل دفاع ضد السعال الديكي، ومن الضروري أن تتلقى النساء الحوامل والأطفال الصغار لقاحاتهم في الوقت المناسب، كما يمكن للسعال الديكي أن يؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ولكن بالنسبة للأطفال الصغار جدًا يمكن أن يكون خطيرًا للغاية".

وقال السير ستيفن باويس، المدير الطبي الوطني لهيئة الخدمات الصحية الوطنية: "مع استمرار ارتفاع حالات السعال الديكي بشكل حادٍ في جميع أنحاء البلاد، ووفاة 5 رضع، من الضروري أن تتقدم العائلات للحصول على الحماية التي تحتاجها".

كما حث النواب الحكومة على "إعادة التفكير" في نهج اللقاحات لتشجيع الآباء على تطعيم أطفالهم الرضع، وقال رئيس لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية ستيف برين: "إن أرقام، اليوم، الصادرة عن UKHSA تسلط الضوء على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمنع المزيد من الانخفاض في تناول اللقاحات في جميع أنحاء البلاد".

وقد يكون من الصعب في البداية التمييز بين السعال الديكي ونزلات البرد، وعادةً ما تكون العلامات الأولى هي سيلان الأنف والتهاب الحلق، لكن بعد حوالي أسبوع، قد يصاب المرضى بنوبات سعال تستمر لدقائق، ويواجهون صعوبة في التنفس بعد السعال، ويصدرون صوتًا "ديكيًا" عند السعال.

وتشمل العلامات الأخرى للسعال الديكي ظهور مخاط سميك يمكن أن يسبب القيء ويصبح أحمر اللون، ويصبح المصابون معدين بعد حوالي 6 أيام من ظهور الأعراض الشبيهة بالبرد وحتى 3 أسابيع بعد بدء السعال، ويصف الأطباء المضادات الحيوية كعلاج إذا تم اكتشاف السعال الديكي في غضون 3 أسابيع، ومع ذلك، إذا أصيب الشخص بالعدوى لفترة أطول، فإن المضادات الحيوية لن تسرع من شفائه.

ويكون السعال الديكي أقل حدة عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين، ولكنه لا يزال من الممكن أن يسبب التهاب الأضلاع، والفتق، والتهابات الأذن، وسلس البول بين هذه الفئات.

علمًا بأن السعال الديكي هو مرض دوري يبلغ ذروته عادة كل 5 سنوات. وكان آخرها، في العام 2016، عندما تم تأكيد ما يقرب من 6000 حالة.

وقبل كورونا، تم تسجيل ما بين 2500 و4500 حالة مشتبه بها كل عام، وانخفض هذا إلى حوالي 500 خلال أزمة فيروس كوفيد، وذلك إثر عمليات الإغلاق التي أدت إلى تقليل اجتماع الناس، وتاليًا تقليل انتشار مسببات الأمراض التنفسية.