انكماش الدماغ المرتبط بالعمر
انكماش الدماغ المرتبط بالعمرمتداولة (تعبيرية)

نهج مبتكر لعكس انكماش الدماغ المرتبط بالعمر

مع تقدم الأفراد في العمر، يخضع الدماغ لعملية انكماش طبيعية؛ ما يؤدي إلى انخفاض محتمل في الوظيفة الإدراكية. ومع ذلك، تشير الأبحاث الحديثة إلى أنّ جوانب هذا الانخفاض ليست كلها حتمية، إذ كشف الدكتور براد ساتون، أستاذ الهندسة الحيوية في جامعة إلينوي الأمريكية والخبير في علم الأعصاب، عن نهج مبتكر لتخفيف وحتى عكس انكماش الدماغ المرتبط بالعمر.

وفي تقرير نشره موقع "نيوزويك"، سلط الدكتور ساتون الضوء على تعقيدات شيخوخة الدماغ والتدخلات المحتملة لمواجهة تراجعه، قائلا: "إنّ الدماغ عضو معقد بشكل لا يصدق، حيث تعمل مكوناته المختلفة جنبًا إلى جنب للحفاظ على وظيفته مع تقدمنا في العمر. ومن خلال تقنيات التصوير المتقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي، يمكننا ملاحظة التغيرات الهيكلية في الدماغ وتقييم سلامته الوظيفية".

من الناحية الهيكلية، تعاني أدمغة الشيخوخة من انخفاض في الحجم، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى استبدال أنسجة المخ بمساحات مملوءة بالماء. وأوضح الدكتور ساتون: "تتجلى هذه التغييرات في الصور الهيكلية؛ ما يسمح لنا بالتعمق أكثر في التواصل العصبي وفعالية مناطق الدماغ في تنسيق الأنشطة".

علاوة على ذلك، تلعب التغيرات الجهازية، مثل التغيرات في تدفق الدم، دورًا حاسمًا في صحة الدماغ. وأوضح الدكتور ساتون أهمية صحة الأوعية الدموية، مؤكدًا أنّ "مراقبة توزيع الدم واستجابة الأوعية الدموية أمر بالغ الأهمية لضمان توصيل الأكسجين والمواد المغذية الكافية إلى أنسجة المخ، مع التخلص بكفاءة من النفايات".

وأكد التقرير أنّ تمارين القلب والأوعية الدموية برزت كتدخل فعال لتعزيز الوظيفة الإدراكية لدى كبار السن. وقد شرع الدكتور ساتون وفريقه في إجراء دراسة لبحث تأثير النشاط البدني على بنية الدماغ، مشيرا إلى أن ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لمدة ستة أشهر فقط يمكن أن تؤدي إلى زيادات كبيرة في حجم أنسجة المخ بين الأفراد الأكبر سناً. ومع ذلك، وإدراكًا للتحديات المرتبطة بالنشاط البدني المكثف لدى كبار السن، بدأ فريق الدكتور ساتون تجربة سريرية لاستكشاف الفوائد المحتملة لليوجا كتدخل بديل.

وقال الدكتور ساتون: "تهدف التجربة الجارية إلى تقييم ما إذا كانت اليوغا، بتركيزها الفريد على التحكم في التنفس والحركات المنسقة، يمكن أن تسفر عن نتائج مماثلة للتمارين الرياضية التقليدية". وأعرب عن تفاؤله بشأن نتائج التجربة، وتوقع تأثيرات تحويلية على مجموعة سكانية أوسع.

ومع تقدم التجربة، يبقى الدكتور ساتون متفائلا بأن مثل هذه التدخلات لن تخفف من تدهور الدماغ المرتبط بالعمر فحسب، بل ستعزز أيضا اللياقة المعرفية وتمدد فترة الصحة العامة. كما أكد أن هذه النتائج تقدم نظرة واعدة على مرونة صحة الدماغ وإمكانية التحسن. 

ومن خلال كشف تعقيدات شيخوخة الدماغ والكشف عن التدخلات الفعالة، يمهد عمل الدكتور ساتون الطريق لمستقبل حيث الحيوية المعرفية لا تعرف حدودًا للعمر. 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com