هل "المساحيق الخضراء" قادرة على تعزير صحتك فعلا؟
حذر خبراء من الضجيج المحيط بـ"المساحيق الخضراء" التي أسرت المستهلكين بوعود تعزيز الحيوية، والتي تزعم أنها توفر مجموعة كبيرة من الفوائد، بدءًا من تحسين مستويات الطاقة، إلى تعزيز وظيفة المناعة وصحة الجهاز الهضمي.
وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يكشف الفحص الدقيق لسوق المكملات الخضراء عن اتجاه الشركات التي تدافع عن منتجاتها كمكونات أساسية لنمط حياة صحي. وتفتخر هذه الشركات بمساحيقها كمحفز لزيادة الطاقة، وبشرة أكثر نقاء، وتقليل الرغبة الشديدة للأكل.
شكوك حول فعاليتها
وعلى الرغم من الادعاءات الجريئة التي تقدمها الشركات لتسويق منتجاتها، إلا أن الشكوك تلوح في الأفق بين الخبراء بشأن فعالية هذه المساحيق الخضراء.
ويشير تامسين هيل، اختصاصي التغذية المسجل لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، إلى أنه على الرغم من أن هذه المكملات قد تبدو واعدة، فإن التقييم النقدي لمكوناتها يكشف عن عدم وجود أدلة جوهرية تدعم فوائدها الصحية. علاوة على ذلك، فإن النطاق المحدود للأبحاث الحالية وجودتها يؤكد أن الحاجة إلى توخي الحذر عند النظر في اعتماد مثل هذه المنتجات.
وأثار هيل مخاوف بشأن أساليب التسويق التي تستخدمها هذه الشركات، مشيرا إلى أنها تستفيد من المخاوف الصحية لدى المستهلكين للترويج لمنتجاتها. ومع التركيز المتزايد على الوعي الصحي، وخاصة بين الأجيال الشابة، هناك خطر تضليل الأفراد ودفعهم إلى الاستثمار في المكملات الغذائية التي لا تقدم سوى فائدة ملموسة قليلة.
العودة للأساسيات
ورددت خبيرة التغذية جينا هوب هذه المخاوف، حيث سلطت الضوء على وفرة المعلومات المضللة التي تديمها العلامات التجارية داخل سوق المسحوق الأخضر.
وأحد الجوانب البارزة للخلاف هو التكلفة المرتبطة بتلك المكملات، ففي حين تتراوح الأسعار بين جنيه إسترليني واحد إلى أربع جنيهات إسترلينية كاستهلاك يومي، فإن النفقات التراكمية قد تنافس ميزانية الغذاء الأسبوعية لبعض الأفراد.
من هنا دعت هوب إلى العودة إلى الأساسيات، مع التركيز على القدرة على تحمل التكاليف والقيمة الغذائية للأطعمة الكاملة، مثل الفواكه والخضروات والبقوليات والحبوب الكاملة. ومن خلال إعطاء الأولوية لهذه العناصر الغذائية الأساسية، يمكن للأفراد تحقيق فوائد صحية مماثلة دون الاعتماد على المكملات الغذائية باهظة الثمن.
"ليست بديلا"
ومع ذلك، يقول أنصار المساحيق الخضراء، إن هذه المنتجات توفر الراحة وقد تكون بمثابة حافز لتبني عادات نمط حياة أكثر صحة. ومع اعترافهم بنقص الدعم العلمي لفعاليتها، فإنهم يشيرون إلى أنه لا ينبغي التغاضي عن التأثير النفسي لدمج هذه المكملات في روتين الفرد اليومي. بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للأفراد الذين يعانون من قيود غذائية أو قيود زمنية، قد توفر المساحيق الخضراء حلًّا عمليًّا لتكملة تناول العناصر الغذائية.
من جانبها، تؤكد نيكولا لودلامراين من جمعية الحمية البريطانية على أهمية الأطعمة الكاملة كأساس لنظام غذائي صحي. في حين أن المكملات الغذائية الخضراء قد توفر الراحة، إلا أنها ليست بأي حال من الأحوال بديلاً لنظام غذائي متنوع ومتوازن غني بالأغذية النباتية. وفي النهاية، يجب اتخاذ قرار دمج المساحيق الخضراء في النظام الغذائي بعد دراسة متأنية واستشارة أخصائي رعاية صحية مؤهل.
