الجلوكوز أم الفركتوز.. أيهما الأفضل لصحتك؟
يختلف الجلوكوز عن الفركتوز ليس فقط في التسمية، ولكن أيضًا في تركيبهما الجزيئي، ويطلق على الجلوكوز، غالبًا اسم سكر العنب، أما الفركتوز، فمعروف بأنه سكر الفاكهة، وبحسب الخبراء فإن التباينات الهيكلية بين نوعي السكر تجعل لكل واحد منهما خصائصه ووظائفه المهمة للجسم.
مصدر الطاقة
يعتبر الجلوكوز مصدر الطاقة المفضل للجسم، لأنه يلعب دورًا محوريًّا في عملية التمثيل الغذائي الخلوي، إذ يوفر الطاقة لمختلف الأنسجة والأعضاء. على عكس الفركتوز، الذي ورغم استقلابه بشكل أساس في الكبد، فإنه لا يتمتع بالمكانة ذاتها كمصدر مفضل للطاقة خصوصًا للدماغ والعضلات.
مؤشر نسبة السكر في الدم
يعمل مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) كمقياس حاسم في تقييم كيفية تأثير الأطعمة المختلفة على مستويات السكر في الدم. ويُظهر الفركتوز انخفاضًا في نسبة السكر في الدم مقارنةً بالجلوكوز؛ ما يعني تأثيرًا أبطأ على مستويات السكر في الدم بعد الاستهلاك.
في المقابل، فإن الجلوكوز، سريع الامتصاص، ويسجل مؤشر جلايسيمي أعلى. ويلقي هذا التمييز الضوء على الاستجابات الفسيولوجية المتنوعة التي تحدث بسبب هذه السكريات.
إنتاج الدهون
عندما يتعلق الأمر بإنتاج الدهون، فإن الفركتوز يأخذ زمام المبادرة باعتباره السكر الأكثر دهونًا؛ ما قد يسهم في تراكم الدهون في الكبد. أما الجلوكوز، ورغم أنه أقل دهونًا، فلا يزال يلعب دورًا في تخزين الدهون. وهنا يرى الخبراء أن فهم الدرجات المتفاوتة من تكوين الدهون المرتبطة بهذه السكريات يؤكد آثارها على الصحة الأيضية بشكل عام.
الإنزيمات الأيضية
يتضمن استقلاب الجلوكوز والفركتوز مسارات إنزيمية مختلفة، إذ يعتمد الجلوكوز على إنزيمات الهيكسوكيناز أو الجلوكوكيناز لبدء عمليات التمثيل الغذائي. على العكس الفركتوز الذي يبدأ عملية التمثيل الغذائي من خلال إنزيم الفركتوكيناز. ويؤكد هذا التباين الأنزيمي المسارات البيوكيميائية المعقدة المرتبطة باستقلاب السكر.
أيهما أفضل؟
يؤكد الخبراء أن تحديد الأفضلية للجلوكوز أو الفركتوز أمر معقد، ويعتمد على العوامل الصحية الفردية والأهداف الغذائية.
ويعتبر الجلوكوز مصدر الطاقة الأساس للجسم وهو ضروري للوظيفة الخلوية، ولكن استهلاكه المفرط، وخاصة من المصادر المكررة، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم؛ ما يؤدي لحدوث مشاكل في التمثيل الغذائي.
من ناحية أخرى، يحتوي الفركتوز على مؤشر نسبة السكر أقل في الدم؛ ما يجعله مفضلًا لأولئك الذين يهدفون إلى إدارة مستويات السكر في الدم.
ومع ذلك، فإن الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الفركتوز، يمكن أن يسهم في تراكم الدهون في الكبد ومضاعفات سيئة بعملية التمثيل الغذائي.
ويرى الخبراء أن كِلا السكرين يلعب دوره في نظام غذائي متوازن عند استهلاكه باعتدال من مصادر غذائية كاملة، ما يؤكد أهمية عادات الأكل المدروسة واستشارة متخصصي الرعاية الصحية للحصول على نصائح غذائية شخصية.
أين يوجد الجلوكزو والفركتوز؟
يتواجد الجلوكوز في العسل وشراب القيقب والفاكهة المجففة، كما إنه يمكن أن يتواجد بنسب صغيرة في فاكهة العنب.
أما الفركتوز فيتواجد في السكر الأبيض والتفاح وشراب الأغاف، والمشروبات الغازية والعصائر.
