اكتشاف خلية جذعية يفكّ لغزا سرطانيا
اكتشف العلماء نوعا جديدا من الخلايا الجذعية في العمود الفقري يبدو حاسما في حل لغز مضى عليه وقت طويل وهو: لماذا ينتشر عدد أكبر بكثير من الخلايا السرطانية إلى العمود الفقري مقارنة بالعظام الأخرى في الجسم؟.
وعندما تنتشر سرطانات الثدي والرئة والبروستات وتمتد إلى عظام متعددة في الجسم، فإن السرطان يصل إلى العمود الفقري أكثر بثلاث إلى خمس مرات من انتشاره في الأطراف السفلية والعلوية. هذا التفاوت عرفه العلماء منذ عقود، لكن سببه ظل غير واضح.
إحدى النظريات رجّحت أن تكون الاختلافات في تدفق الدم هي السبب وراء ذلك. لكن النتائج التي تم التوصل إليها حديثًا تشير إلى بديل يمكن أن يكون له آثار على رعاية مرضى السرطان وجراحة التصاق العمود الفقري وهشاشة العظام.
وفي مجلة "نيتشر" كشف الباحثون من كلية طب ويل كورنيل ومستشفى الجراحة الخاصة في نيويورك عن الاكتشاف الذي سمّوه "الخلايا الجذعية الهيكلية الفقرية في العمود الفقري".
هذه الخلايا تنتج بروتينًا بشكل يوحي بأنه يوجه رسالة للخلايا السرطانية بأن "تعالَي إلى هنا"، وهذا اكتشاف يبرز إمكانيات التوصل إلى علاجات جديدة.
يقول "ماثيو بي غرينبلات" أحد مؤلفي الدراسة أن الباحثين يتوقعون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى استهداف هذه الخلايا لتعطيل وظيفتها وتقليل انتشار السرطان في العمود الفقري في نهاية الأمر.
ويضيف قائلًا إنه من النّادر جدًّا العثورعلى خلية جذعية جديدة، وهذه مِن الأمور التي تجعل فريق الباحثين يشعرون بالإثارة حول الموضوع معتقدين أن هناك المزيد ليتم اكتشافه.
وفي البحث الذي استمر العمل به لخمس سنوات، اكتشف العلماء الخلايا أوَّلًا في الفئران ثم في البشر.
وبمقارنة الخلايا الجذعية التي تشكل العمود الفقري مع تلك التي تشكل الأطراف، اكتشف الباحثون بروتينًا واحدًا يتم إنتاجه بمستويات أعلى بكثير في الفقرات.
وشهدت الفئران التي تفتقر إلى هذا البروتين انتشارًا أقل بكثير للسرطان في العمود الفقري.
المصدر: صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية
