سوريا.. قرى في ريف الحسكة تشكو غياب الخدمات الطبية

سوريا.. قرى في ريف الحسكة تشكو غياب الخدمات الطبية

تفتقر قرى الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، شمال شرق سوريا، لأبسط مقومات الرعاية الصحية، حيث تعاني من سوء الطرق في الشتاء وصعوبة الوصول لأقرب مركز طبي في حال حدوث طارئ مع عدم توفر وسائل المواصلات لدى جميع السكان.

ويتجاوز عدد القرى التي تعاني من التهميش والإهمال في تلك المنطقة الخمسين قرية.

وقال أحمد المياح من قرية خراب حسن، وهو أبٌ لخمسة أطفال، لـ"إرم نيوز"، بأنّ ”أقرب نقطة طبية تبعد عنهم 45 كم"، في حال كانت هناك سيارة متوفرة.

وأشار المياح إلى أن الطرقات ترابية ولا تصلح للسيارات في فصل الشتاء، مستذكرا مشهد ولادة زوجته قبل سنوات، إذ كادت أن تفقد حياتها، مظرا لصعوبة الظروف، حسب تعبيره.

من جانبه يستذكر سعيد مواقف كثيرة عايشها في تلك المنطقة، وهو ينتقد الإدارة الذاتية التي تدير تلك المناطق والتي تتغاضى، حسب رأيه، على الغبن والظلم الذي يعاني منهما سكان الريف الجنوبي من الناحية الصحية رغم أنّ عدد السكان ليس بالقليل، علما أن العدد بدأ بالتناقص بسبب نزوح أغلب السكان للمدن والبلدات المجاورة مثل تل كوجر" اليعربية" وديرك "المالكية"، وكركي لكي "معبدة".

حالات طارئة

وقال خالد الحسن (55عاما) من سكان الريف الجنوبي؛ بأنّه” مستاء جدا من الوضع بشكل عام؛ بسبب شراء الماء كون المياه لديّهم ملحية لا تصلح للشرب، وانقطاع الكهرباء، وقلة الأفران وعدم توفر أبسط مقومات الحياة“.

ويستذكر الحسن حادثة لدغة العقرب التي تعرض لها ابنه منذ خمس سنوات مما اضطره لأخذ سيارة خاصة؛ كلفته مبلغا كبيرا ليصل لبلدة تل كوجر ليأخذ ابنه المصل المضاد للدغ الحشرات؛ في اللحظات الأخيرة"، معربا عن استغرابه من عدم وجود مراكز صحية ومستوصفات قريبة نسبيا.

وأضاف الحسن أن حالات الكسور والحروق والسخونة، والولادات.. جميعها حالات طارئة يقف سكان المنطقة عاجزين أمامها؛ مما أجبرهم، أحيانا، وقبل الأحداث السورية باجتياز الحدود السورية العراقية لعلاج الحروق، وعضات الكلاب المسعورة والكسور في العراق لتلقي العلاج"، وفقا لقوله.

وأجمع السكان بعدة قرى على سوء الخدمة الصحية، والاحترازية؛ للوقاية من كورونا أثناء انتشارها؛ حيث لم يحصلوا على التطعيم ولا على أبسط الحلول الطبية كالفحص والكشف عن الحالات المصابة بالمرض، ما تسبب في عدد من الوفيات، دون أن تحرك هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية ساكنًا؛ وما زاد من عدد الوفيات بعد الريف الجنوبي عن مراكز المدن.

غلاء الكشف الطبي

كما يعاني السكان في تلك الأرياف من غلاء الكشف الطبي والأدوية؛ التي باتت غير اعتيادية ولا تشجع على أخذ المريض لتلقي العلاج إلا للضرورة؛ بسبب صعوبة المواصلات وتكلفتها المرتفعة عدا عن العلاج والكشف.

ويتلقى أطفال سكان تلك القرى اللقاحات من خلال المستوصفات المتنقلة، والمنظمات التي تقدمها مجاناً بالإضافة لعلاج اللشمانيا "حبة حلب" التي تسببها ذبابة الرمل التي تعيش على الجثث المتفسخة، وفي الأماكن الرطبة وبلغ هذا الوباء الذروة أثناء تواجد تنظيم داعش في المنطقة؛ بسبب الأحوال المزرية آنذاك.

ويجمع السكان على أن بعض المستوصفات، على قلتها، انهارت؛ بسبب القصف والحرب في فترة سيطرة داعش بين عامي 2017 و2018 حيث عانى الأهالي من تدمير البُنى التحتية كالمدارس والمستوصفات وهو ما يحتاج لميزانية كبيرة لإعادة بنائها من جديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com