هل يمكن كبح السكري من النوع الثاني بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية؟
shutterstock

هل يمكن كبح السكري من النوع الثاني بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية؟

يعد داء السكري من النوع الثاني وباءً عالميًّا، حيث يُصاب به نحو 537 مليون فرد، مع توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 783 مليونًا بحلول عام 2045. 

وفي تقرير لموقع "ميديكال نيوز توداي"، يقترح بعض الخبراء الطبيين أن تغيير نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، يمكن أن يخفف من حدة هذه الحالة المزمنة.

ولكن هل هذه التغييرات قابلة للتطبيق؟

يرتبط داء السكري من النوع الثاني ارتباطًا وثيقًا بالوزن، حيث تؤكد الدكتورة "جنيفر تشينج"، رئيسة قسم الغدد الصماء في مركز "جيرسي شور" الجامعي للرعاية الصحية، أن هذا المرض ينشأ نتيجة لمقاومة الجسم للأنسولين، والتي تتفاقم بسبب زيادة الوزن، لذا فإن فقدان الوزن من خلال نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، يمكن له أن يخفف تلك المقاومة. 

ويركز النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية على الخضراوات والحبوب الكاملة والبروتين النقي، مع الحد من محتوى الصوديوم والدهون المشبعة والسكر.

"الأفراد الذين لا يعانون من زيادة الوزن يجب أن يكونوا حذرين، لأن فقدان الوزن المفرط، يمكن أن يؤدي إلى فقدان كتلة الجسم".
الأطباء

وبحسب التقرير، تقدم الدراسات الحديثة أدلة دامغة على أن الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية يمكن أن تؤدي إلى كبح جماح داء السكري من النوع الثاني.

وأظهرت الأبحاث التي أجريت في عام 2021 أن الأفراد الذين اتبعوا نظامًا غذائيًّا متقطعًا منخفض السعرات الحرارية حققوا التحكم الأمثل في نسبة السكر في الدم، بينما أوضحت دراسة عام 2022 أن ثلث المشاركين فيها حافظوا على الشفاء من مرض السكري لمدة تصل إلى 8 سنوات بعد اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.

كما يدعم الدكتور "روي تايلور"، أحد الخبراء البارزين، فكرة اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية للشفاء التام من مرض السكري من النوع الثاني. ويقترح بحثه، المعروف باسم "فرضية الدورة المزدوجة"، أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، يمكن أن يقلل بشكل كبير من محتوى الدهون في الكبد؛ ما يؤدي إلى إيقاظ الخلايا المنتجة للأنسولين. ومع ذلك، فهو يؤكد أهمية فقدان الوزن بشكل كبير (10-15 كجم) للحفاظ على هذه النتائج.

الأنظمة الغذائية قد لا تناسب الجميع

وعلى الرغم من هذه الأدلة، فقد أكد التقرير ان الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية تبدو واعدة في إدارة مرض السكري، إلا أنها قد لا تكون مناسبة للجميع.

وبهذا الخصوص يحذر الدكتور "أكسن "من أن الأفراد الذين لا يعانون من زيادة الوزن يجب أن يكونوا حذرين، لأن فقدان الوزن المفرط، يمكن أن يؤدي إلى فقدان كتلة الجسم. أما أولئك الذين يعانون من ارتفاع بمستويات الجلوكوز في الدم، ومضاعفات، مثل: اعتلال الشبكية، أو اعتلال الكلية، أو الاعتلال العصبي، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، فقد لا يقدم لهم النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية أي تطور.

ويُجمع الأطباء على أن التركيز على تقليل السكر الزائد من الأطعمة المصنعة، واستشارة أخصائيي التغذية، واعتماد أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات، يمكن أن تسهم جميعها في السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني وربما عكس اتجاهه.

كما من المهم مراعاة الظروف والتفضيلات الصحية الفردية عند الشروع في رحلة غذائية لتعزيز الصحة العامة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com