يوضح مقال نشرته صحيفة "إندبندنت" ما تعنيه المرحلة الرابعة من مرض السرطان، التي يعتبرها أغلب الناس بأنها "المرحلة النهائية للمرض والميؤوس فيها من شفاء المريض".
ويقول كاتب المقال إنه "منذ ستين عاما، تلقى كريس إيفانز، عالم السرطان العالمي الرائد والمؤسس المشارك لصندوق التوعية بالسرطان، أول مجموعة كيمياء له لعيد الميلاد في بورت تالبوت، ويلز، في سن السادسة، حيث اعتقد في البداية أن الجرعة قادرة على علاج السرطان كليا".
لكن لاحقا أدرك أنه لم يكن جيدا بما فيه الكفاية، لذلك أطلق إيفانز، الذي يقود العالم، شركات عدة لتصنيع علاجات لمرض السرطان، وأحد علاجاته هو Lutitium-177، وهو علاج مشع يستخدم في استهداف الخلايا السرطانية.
وحدد "إيفانز" هذا العلاج كخيار للمريض آندي تايلور، عازف غيتار عمره 62 عاما يعاني في المرحلة الرابعة من مرض سرطان البروستاتا منذ 2018.
ويعتقد "إيفانز" أن الناس يعيشون أطول وأكثر راحة مع حالة مزمنة من المرض، رغم أن أبحاث السرطان في المملكة المتحدة اعتبرت المرحلة الرابعة من المرض هي الأكثر صعوبة للعلاج بسبب تطور السرطان الأصلي وانتشاره حول الجسم.
وأشار المقال إلى حالة ديبورا جيمس، التي روجت لحملة القضاء على مرض السرطان وتوفيت في سن الأربعين بعد تشخيصها بسرطان الأمعاء في المرحلة الرابعة في عام 2016، حيث تناولت علاجا عمل على استهداف بروتين محدد في الورم، يساعد على إبقائها على قيد الحياة بعد فترة طويلة من تشخيصها النهائي.
ولكن في سنة 2021 كتبت: "لا تسيئوا فهمي، هذا ليس علاجا، بل إن هذا النوع من العقاقير العجيبة هو الذي يمنح اشخاصا مثلي المزيد من الوقت، المزيد من الوقت مع أزواجنا وأطفالنا وأسرتنا وأصدقائنا".
وباستهداف بروتين محدد في الورم، يتيح هذا العلاج للناس العيش مع أورامهم لمدة 15 أو 20 سنة بعد التشخيص؛ مما جعل من الشائع أكثر أن يصبح السرطان في المرحلة اللاحقة حالة مزمنة طويلة الأجل.
كما أن علاجات الدقة مثل العلاج Lu-PSMA بالنظائر المشعة، تعمل عن طريق نقل مواد مشعة عبر الورم، مثل كشافة صغيرة ولكن مكثفة على مساحة الخلايا السرطانية.
ويمكن استخدام هذا العلاج يوماً ما لعلاج سرطان الثدي والرئتين، ومن المتوقع أن يعلن المختصون ما إذا كان سيتم الموافقة على استخدام Lu-PSMA في النظام الصحي الوطني فيما يتعلق بسرطان البروستاتا في مرحلة متأخرة.
وتمكن أندي فيليبس، الذي تم تشخيصه بالمرحلة الرابعة من السرطان، من الحفاظ على نمط حياة صحي من خلال ركوب الدراجات والتركيز على صحته العقلية، وقد تمكن من البقاء إيجابياً ونشطاً، وشارك في التجارب السريرية وشارك في أنشطته المفضلة.
كما وجدت نينا لوبس، التي تم تشخيصها بسرطان الثدي الثلاثي السالب في عام 2018، عزاء في قدرتها على العيش مع مرضها والمشاركة في التجارب السريرية.
وعلى الرغم من التحديات، تمكنوا من الحفاظ على نظرتهم الإيجابية ومواصلة دعم بعضهم بعضا خلال رحلتهم.
ويشدد الدكتور غودري على أهمية العلاج المناعي في علاج السرطان في المراحل المتأخرة؛ ما يساعد جهاز المناعة في التعرف على الخلايا السرطانية والهجوم عليها، في حين أن العلاج المناعي متوفر على النظام الصحي الوطني لبعض السرطانات، لكن قد لا يستجيب له جميع المرضى.
كما قد لا يعيش بعض المرضى المصابين بسرطان المرحلة الرابعة فترة طويلة، تبعا لعوامل مثل نوع الورم، الحجم، والاستجابة للعقاقير، ومع ذلك، هناك سبعة عقاقير جديدة في التجارب السريرية.
ويعتقد الدكتور غودري أن "السرطان قد يصبح مثل فيروس نقص المناعة البشرية، مع علاج فعال للإدارة وأن العلاج يساعد الكثير من الناس على العيش لفترة أطول".