في قصص مأساوية تكشف عن مخاطر الجراحات التجميلية في تركيا، تروي عدد من النساء تجاربهن الصادمة بعد خضوعهن لها هناك. فبحسب تقرير نشرته صحيفة "ميرور" البريطانية، تسافر النساء إلى تركيا بحثًا عن عمليات جراحية بأسعار مخفضة، لكن ينتهي بهن المطاف مع جراحات فاشلة و"أجساد محطمة".
ومن ضمن هؤلاء، سيدة سافرت إلى تركيا لإجراء عملية شد لرقبتها عام 2022، إلا أنه تم ترك أداة داخل جسدها، وتعرضت لعدة تدخلات جراحية دون موافقتها؛ ما تسبب في إصابتها بعدوى إنتانية واضطرارها إلى إجراء عملية جراحية طارئة لإصلاح الأضرار.
المرأة الشابة التي تحدثت لصحيفة "ميرور" البريطانية وصفت الأمر بأنه "أكبر خطأ في حياتها"، وأعربت عن أملها في منع تكرار مثل هذه الحوادث.
وكشفت معلومات قدمها محام تركي، أن أسباب رخص الجراحة في تركيا يعود إلى شروط التعويض؛ ما يؤدي إلى انخفاض تكاليف العلاج مقارنة بالدول الأخرى.
وتباشر الممرضة كيت مونتيث روس، المديرة السريرية والممرضة التجميلية الرئيسة في The Clinic by La Ross، التي شهدت الفوضى في قسم الطوارئ، عملية علاج الجراحات التجميلية التي أصيب بها مرضى تركيا بشكل مجاني في عياداتها التجميلية، وتتلقى ما يقارب من 17 مريضًا أسبوعيًا، ومن ضمنهم الذين خضعوا لعمليات جراحية فاشلة.
سارة بلات، البالغة من العمر 33 عامًا وأم لأربعة أطفال من جنوب ويلز في بريطانيا، أصبحت ضحية لجراحة فاشلة بعد عملية شد البطن، ورفع الثدي، ورفع الذراع، التي أجريت لها على يد هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
بعد الفشل في العمليات، أجرت سارة تسع عمليات جراحية إضافية، وتعاني الآن من اضطراب ما بعد الصدمة المعقد، وقامت بمقاضاة الجراح بسبب الإهمال الطبي.
ووصفت سارة الخطأ الكارثي الذي حل بها، بالقول، إن بطنها "انفجر"؛ ما تسبب في ترك ندوب عقلية وجسدية، وأثّرَ سلبيا على حياتها. وتعبر عن خيبة أملها وإصابتها باكتئاب؛ بسبب تلك العمليات الفاشلة.
وأجريت لسارة عملية جراحية أخرى لإصلاح عملية شد البطن، ونتج عنه ثقب في بطنها، وتم إجراء عملية ترقيع جلدي من ساقها.
وخضعت امرأة في الأربعينيات لسلسلة جراحية مكلفة في تركيا، بما في ذلك عمليات تجميلية متعددة في جلسة واحدة. وعندما زارت عيادة كيت، وجدت أن السيدة تعاني من جروح ملتهبة وجلطة دموية، وتم توجيهها إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية.
كيت كشفت عن حالات كارثية أخرى، بما في ذلك حالة مريضة أُجْبِرَت على استخدام العسل على نسيج نخري. وتحذر من خطورة الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي في اختيار الجراحين، وتدعو إلى ضرورة زيادة التوعية والشفافية في هذا المجال.
وحذرت نورا نوجنت من (BAAPS) من عدم توفر إجراءات تصحيحية للجراحة الفاشلة التي تمت في الخارج، مشيرة إلى ضرورة الاهتمام بالخيارات الجراحية في الخارج. فيما صرح مارك باسيفيكو من الجمعية نفسها بأنهم يعملون على إيجاد حلول لتحسين نظام الرعاية الصحية.
وصرح مارك باسيفيكو، رئيس جمعية جراحي التجميل البريطانية، لصحيفة "ميرور" البريطانية بأن الجمعية لا تزال تكافح مع العديد من الحالات التي تحتاج إلى علاج داخل نظام الرعاية الصحية المجهد بالفعل. وأشار إلى أنهم يجرون مناقشات مع الحكومة المحلية والدولية لتطوير حلول لتخفيف الضغط على النظام الصحي الوطني.